محمد العويفير
حقق منتخبنا الوطني فوزًا مهمًا في مشوار التأهل إلى مونديال 2026 من أمام اندونيسيا، كان الفوز مستحقًا، الأداء مطمئنًا، والسيطرة واضحة، لكن الشعور الذي يرافق جماهير الأخضر دائمًا لم يتغير، المنتخب لا يعرف كيف يُريح جمهوره.
مهما كانت القرعة سهلة أو التصفيات ميسّرة، لا يُتقن المنتخب السعودي عبور الطريق بهدوء، دائمًا ما يجعل جماهيره على الأعصاب حتى صافرة التأهل، وكأن مصير بطاقة المونديال لا بد أن يمر من طريق مليء بالمنعطفات والتوتر، إن لم يكن الخصم قويًا كانت هناك أخطاء تحكيمية، وإن غابت الأخطاء التحكيمية حضرت الظروف الصعبة، وإن اختفت الظروف برزت الأخطاء الفردية التي كثيرًا ما تكون الخصم الأشرس للأخضر نفسه.
هذه هي المتلازمة التي رافقت المنتخب لعقود: لا طريق سهل حتى لو كان مفروشًا بالفرص.
المشهد بات مختلفا، المنتخب يملك جيلًا شابًا واعدًا مليئًا بالطموح والحماس والرغبة في صناعة المجد. جيل قادر على أن يكتب تاريخًا جديدًا للكرة السعودية. وما زال أمامه 90 دقيقة قد تكون من أهم 90 دقيقة في مسيرته الدولية: مواجهة منتخب العراق القادمة المباراة التي قد تُعلن تأهل الأخضر رسميًا إلى المونديال.
قد تخدمنا نتيجة مباراة العراق وإندونيسيا ، لكن هذا ليس ما نريده، لا نريد أن ندخل المباراة بأكثر من فرصة، لأن التاريخ علّمنا أن من يدخل بفرصتين كثيرًا ما يخرج بلا شيء، المنتخب السعودي يجب أن يدخل هذه المباراة بعقلية الفوز فقط، بعقلية الفريق الكبير الذي لا ينتظر هدايا الآخرين. التأهل يجب أن يأتي من أقدام لاعبينا من داخل الملعب، من جهدهم وإصرارهم ورغبتهم في أن يكونوا جزءًا من المونديال.
الفوز فيها يعني تأكيد الحضور الدائم في أكبر محفل كروي في العالم، واستمرار سلسلة المشاركات التي جعلت من المنتخب السعودي أحد أعمدة القارة الآسيوية في المونديال.
ولا يمكن لأي منتخب أن ينجح في مثل هذه اللحظات دون جمهوره، الجمهور هو القلب النابض، وهو اللاعب رقم 12، هو من يرفع المعنويات ويزرع الثقة، ويمنح اللاعبين الدفعة الأخيرة، حين تشتد الضغوط في لحظات الحسم يكون صوت الجمهور أقوى من أي تكتيك، وهو من يحول المباراة إلى ملحمة.
نحن نحتاج جمهورًا حاضرًا بقوة، جمهورًا لا يهدأ من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة، جمهورًا يصنع الفارق ويكتب التاريخ مع هذا الجيل.
رسالتي:
نحن لا نريد فقط التأهل فقط، نريد أن نتأهل بقوة، بثقة، وبأسلوب البطل.
** **
- محلل فني