سلمان بن محمد العُمري
مع ما يعانيه سكان مدينة الرياض من الازدحام المروري المتزايد يومًا بعد يوم فإن هناك مشكلة أخرى وظاهرة مقلقة بدأت تظهر للعيان وهي كثرة وفوضوية «دراجات التوصيل»، التي أصبحنا نراها في كل شارع وحي، بل أصبحت في الطرق الدائرية السريعة وهي تتموج ذات اليمين وذات الشمال وتسبب القلق والإزعاج لقائدي السيارات وتتسبب في حوادث ابتلي بها السائقون من هؤلاء المتهورين.
وسؤالي هو هل هناك تقدير رسمي من مكاتب العمل والبلديات والمرور وغيرها من الجهات ذات العلاقة لتقدير حاجة السوق من هذه الوسيلة عدداً ورقماً لأن الأعداد لا تزال بل في تزايد؟!
والسؤال الآخر ما هي الضوابط التي تسمح لهؤلاء بقيادة الدراجات، وهل هم أصلاً استقدموا لهذا الغرض أم أنهم وجدوا في هذا العمل ربحاً وزيادة مدخول فتوجهوا إليه، والسؤال الذي يليه هل لدى هؤلاء رخصة بالعمل في هذا المجال لأننا نرى دراجات بلا لوحات، ونرى دراجات لا تحمل شعار شركات التوصيل، وسائقين لا يرتدون أدنى وسائل السلامة.
وسؤال خاص لإدارة المرور هل يسمح لهؤلاء بقيادة دراجاتهم وسط الطرق السريعة والدائري، ولماذا لا يتم إلزامهم باستخدام طريق الخدمة إذا كان لابد من تحركهم في هذه الشوارع، ولماذا لا يتم تحديد أحياء للسائقين لا يتجاوزونها بحيث يعمل في إطار مكاني محدد مما يحد من كثرة تنقلاتهم بين الشوارع الرئيسة.
وليت المشكلة في الكثرة الملحوظة في عدد الدراجات وزيادتها فحسب، بل المشكلة في أساليب القيادة لدى هؤلاء وعدم تقيدهم بأنظمة السلامة العامة وأنظمة السلامة المرورية الخاصة، ومخالفتهم للأنظمة المرورية وتعريضهم أنفسهم وغيرهم للخطر والمشكلات وابتلاء الناس، حتى أصبح البعض يعتقد أن هؤلاء يفتعلون بعض المخالفات والمشكلات رغبة منهم في التعويض المادي وابتزاز الناس ببعض الحوادث.
إن الهدف من السماح لهؤلاء العمالة ولشركات التوصيل هو تخفيف الزحام في الشوارع وتقليل تحرك السيارات قدر الإمكان ولكننا أصبحنا نعاني من مشكلات أخرى تتسبب فيها سيارات ودراجات النقل التي أصبح يعمل فيها من هب ودب، وأصبحت شغلة وعمل من لا عمل له.
ولابد من وضع شروط وضوابط لهذا العمل وتحديد مواقع العمل لهم في نطاق معين، وتحديد المسارات والشوارع التي يعملون فيها وعدم استخدامهم للطرق السريعة، والتأكد من توافر وسائل السلامة في مركباتهم وفي ملابسهم، وأما النظافة فللأسف فهذا من المستحيلات فكل هؤلاء يفتقدون لأدنى مستويات النظافة سواء لمستخدمي السيارات أو الدراجات لا من حيث ملابسهم وأجسادهم وتعرّقهم ولا من حيث نظافة المركبات التي يستخدمونها، وهناك الكثير ممن يعملون في التوصيل ما زالوا يعملون بصفة منفردة دون غطاء مؤسسات وشركات وخاصة ممن يتعاملون مع المطاعم في توصيل الطلبات.