د. أماني عبدالله باهديلة
في الثاني من أكتوبر 2025، زرت معرض الرياض الدولي للكتاب المقام في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ولاحظت منذ الوهلة الأولى التطور الكبير الذي شهده هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة.
تميّز المعرض بتنوع أجنحته، حيث شاركت دور نشر أجنبية لكتب عربية، إلى جانب الركن الصيني الذي قدّم مؤلفات مترجمة إلى العربية وطرقًا مبسطة لتعلّم اللغة الصينية، مع عرض سير كُتّاب صينيين بارزين وتاريخهم الثقافي.
ومن أبرز الأجنحة التي زرتها، جناح مؤسسة التراث غير الربحية، والذي ضم مجلدات قيّمة توثّق التاريخ السياسي والاجتماعي للدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، إضافة إلى مؤلفات عن نشأة ومسيرة الملك سلمان بن عبد العزيز، وعروض مرئية عن الأمير بدر بن عبد المحسن وعدد من الأمراء الشعراء والمؤرخين السعوديين.
كما لفت انتباهي جناح مركز تفسير للدراسات القرآنية، الذي قدّم مجموعة مميزة من الإصدارات المتخصصة في تفسير القرآن الكريم، وحاز على عدة جوائز تقديرًا لجودة النشر والمحتوى العلمي الذي يقدمه.
وزرت كذلك عددًا من دور النشر العربية من دول رائده قدفي الثقافة والأدب العربي والفقه الإسلامي مثل مصر والعراق ولبنان والأردن، والتي تميزت بإصداراتها الثقافية الغنية. وكان الركن العراقي من أبرزها، حيث ضم كتبًا عن الحضارة الآشورية والسومرية وكتب لأشهر متصوفة بغداد مثل عزالدين المقدسي «كشف الأسرار في حكم الطيور والأزهار» وأخرى عن الأسر النجدية في الزبير وعوالم النبات عند البدو وأخرى أدبية مثل تاريخ الإخوة كارامازوف، إلى جانب مؤلفات تسرد تاريخ العراق الحديث وشخصياته السياسية. أما في الركن الأردني، فقد لفتتني الدار الأردنية للنشر بما عرضته من كتب فكرية وأدبية تعد بحق إضافة قيّمة لأي مكتبة عربية.
وكذلك الدار البريطانية للنشر والتي قدمت عددا لا يستهان به من الكتب الثقافية الرائعة مثل تاريخ الأندلس ونسب عدنان وقحطان وكذلك سيرة ابن سيناء وكتاب يعاكس ألف ليلة وليلة واسمه ألف نهار ونهار، وكتاب السفينة قبل نوح وغيرهم الكثير من الكتب الرائعة.
كانت زيارتي تجربة ثرية ومُلهمة، عكست تنوع الثقافات وثراء المعرفة، وأبرزت مكانة الرياض كجسر ثقافي يجمع بين الأصالة والانفتاح والتواصل الإنساني.
** **
- جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن