الجزيرة - محمد العيدروس:
أكد سفير إسبانيا لدى المملكة السيد جلفير كارباجوسا أن الدبلوماسية السعودية لوقف العدوان على غزة أثبتت قدرتها على القيام بعمل دبلوماسي مكثف على الصعيد الثنائي وفي إطار المحافل الدولية، مشيراً إلى أن المؤتمر الدولي الأخير في نيويورك المذكور أعلاه هو خير دليل.
وقال السفير الإسباني في حوار لـ«الجزيرة»: إن المملكة هي الشريك التجاري الأهم لإسبانيا في منطقة الخليج. هناك ما يقرب من مائة شركة إسبانية تعمل مباشرة في المملكة، كما تجاوز حجم التجارة بين البلدين ما يقرب من 6 مليارات دولار أمريكي.. منوهاً في هذا الصدد بقدرة الرؤية السعودية 2030 على تنويع الاقتصاد السعودي.
وقال: زرت المملكة مرات عديدة في السابق ولكن الآن وجدت واقعًا مختلفًا تمامًا عما كنت أعرفه، بلدًا يمر بتغييرات عميقة، يدعمها الشعب بأكمله. هناك جو جديد في الشوارع، وهناك تفاؤل جماعي بين الناس وقناعة بأننا نشهد نقطة تحول في تاريخ المملكة ستقوي أسسها وترفع مستويات رفاهية الشعب السعودي في جميع مناحي الحياة. إلى نص الحوار:
* كيف تنظرون لمسيرة العلاقات الوطيدة بين المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا وسبل تعزيزها في كافة المجالات؟ وما آخر أرقام حجم التبادل التجاري؟
* العلاقة بين المملكة العربية السعودية وإسبانيا ممتازة. وهي قائمة على الاحترام والصداقة، وتربطنا روابط تاريخية وثقافية. علاوة على ذلك، العلاقة بين العائلتين الملكيتين دائماً وثيقة للغاية. وأود أن أضيف أن وزيري خارجية البلدين يتحدثان هاتفياً بانتظام، وقد عملا بجد في المؤتمر الدولي الأخير الذي عقد في نيويورك من أجل التوصل إلى حل الدولتين. وكما هو معروف، فقد اعترفت إسبانيا بالفعل بفلسطين كدولة ذات سيادة في عام 2024.
من الناحية التجارية، أود أن أشير إلى أن المملكة العربية السعودية هي الشريك التجاري الأهم لإسبانيا في منطقة الخليج. هناك ما يقرب من مائة شركة إسبانية تعمل مباشرة في المملكة العربية السعودية، في قطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية والنقل والمياه وغيرها. وقد بلغ حجم التجارة بين البلدين في العام الماضي ما يقرب من 6 مليارات دولار أمريكي.
* يقود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرؤية السعودية 2030 بهدف التطوير والتحديث.. ما انطباعاتكم في إسبانيا عن تلك الرؤية ومرتكزاتها الاقتصادية والتنموية في تدعيم التعاون الدولي؟
* تُظهر رؤية 2030 ضرورة تنويع الاقتصاد السعودي بهدف عدم جعله يعتمد بشكل حصري على قطاع النفط، بوضوح قدرة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وولي العهد على استشراف المستقبل. منذ بدء تنفيذها، تم تحقيق تقدم كبير في جذب كميات هائلة من رؤوس الأموال الراغبة في المشاركة في تنمية البلاد. أعتقد أن إرادة السلطات السعودية لإعطاء أولوية خاصة للتكنولوجيات الجديدة والذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة أمر بالغ الأهمية.
* تحركت الدبلوماسية السعودية والإسبانية نحو تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط وتحديداً وقف العدوان على غزة.. ما السبل الكفيلة بترسيخ هذا المفهوم؟
* تدرك المملكة العربية السعودية الأهمية السياسية الكبيرة التي يكتسبها دورها كقائدة للعالم العربي والإسلامي وحامية للأماكن المقدسة. ومن هنا، فإن انخراطها في حل القضية الفلسطينية، الذي بدأ بتقديم خطة السلام العربية في عام 2002، قد ازدادت كثافته خلال العامين الماضيين. وقد أثبتت السعودية قدرتها على القيام بعمل دبلوماسي مكثف على الصعيد الثنائي وفي إطار المحافل الدولية، والمؤتمر الدولي الأخير في نيويورك المذكور أعلاه هو خير دليل على ذلك.
وأود أن أشير أيضاً إلى أن المملكة العربية السعودية وإسبانيا شاركتا منذ البداية في ما يسمى التحالف من أجل تنفيذ حل الدولتين، حيث أطلقتا مبادرات مشتركة لتسريع المسيرة نحو السلام، والتي، في رأي بلدينا، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاعتراف الجماعي بالدولة الفلسطينية، التي تعيش في سلام وأمن مع جيرانها، وتقدم استجابة مشروعة لتطلعات الشعب الفلسطيني الوطنية.
* كسفير لإسبانيا الصديقة في المملكة.. كيف لمستم جودة الحياة والتطور الذي شهدته السعودية؟
* لقد زرت المملكة العربية السعودية منذ سنوات عديدة، ومنذ وصولي إلى المملكة قبل 6 أشهر، وجدت واقعًا مختلفًا تمامًا عما كنت أعرفه، بلدًا يمر بتغييرات عميقة، يدعمها الشعب بأكمله. هناك جو جديد في الشوارع، وهناك تفاؤل جماعي بين الناس وقناعة بأننا نشهد نقطة تحول في تاريخ المملكة ستقوي أسسها وترفع مستويات رفاهية الشعب السعودي في جميع مناحي الحياة.
في هذا الصدد، تود إسبانيا أن تغتنم فرصة عيدها الوطني لتوجه رسالة صداقة إلى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية وتبعث إليهم بأصدق تمنياتنا بالسلام والرفاهية والسعادة في السنوات القادمة.