هايف بن سعود العتيبي
ما بين الرياض وعام 2019م وموسم الرياض ورؤية 2030 ولد ونشأ وحلَّق الحلم السعودي لقطاع الترفيه، ويا له من حلم عظيم ورائع وحسن.
فبخطة طويلة المدى غُرست البذور بأرض العاصمة الأنيقة «الرياض»، ورعى البذور شباب وشابات سعوديات أجلَّاء لخمس سنوات حتى كبرت الشجرة ونمت وأثمرت، وحتى أظلت بأغصانها وفروعها وثمارها سعوديتها وخليجها بنعوت لا عدّ لها، ثم ارتقت في موسوعة غينيس من مدارها الخليجي إلى المدار العالمي؛ لتستل عرشه بكل جدارة وبكل استحقاق، في منازل الوجهات الترفيهية العالمية.
ثم كانت الخطط المستقبلية التي تواكب التطورات التي يشهدها العالم، ثم استضافتها لقلعة ديزني، وعالم كوكو ميلون، وعالم باربي، ومسابقة البحث عن الكنز، وعالم WWE، وتنظيم أكبر حفل توزيع جوائز في الشرق الأوسط، إضافة إلى بطولة كأس العالم للبادل، وأبطال التنس العالميين، وبعد تحقيق موسم الرياض مراكز متقدمة في تخصصات ومجالات الترفيه المتنوعة، استطاع توفير آلاف الوظائف، وعقد مئات من الاتفاقيات والشراكات العالمية، وحقق منجزات متقدمة في مجالات الاستثمار، حيث أحيا موسم الرياض النوافير الراقصة، واستحدث محتويات مرئية وتفاعلية معتمدة على التكنولوجيا هي الأولى من نوعها في العالم، كما ربط العالم الحقيقي بأكبر عالم افتراضي من خلال هوس اوف هايبس، وتجربة زيرو ثلاثية الأبعاد، كان تقييم العلامة التجارية لموسم الرياض تتجاوز 3.2 مليارات دولار، هذه هي قصة الحلم الذي كتب بأحرف من ذهب بكل اختصار، لكنه يستحق رواية تستعرضه الأبواب والفصول، لأنه مليء بالهوية والابتكار والإبداع، وزاخر بالقيم والعبر والإشارات.
لن أكون مبالغاً إذا قلت إن هذا الحلم يمثل ملحمة إنسانية، لأن محصلته اشترك في تحقيقها سعوديون وسعوديات من القيادات والإداريين والمنظمين، فكل عضو في تشكيل النجاح أضاف للذي يرفده، وكل مواطن ومواطنة سعودية حافظوا على طموح وطنهم، وكل مواطن ومواطنة ارتقى بحلم وطنهم، بعملهم المتقن وأدائهم الرائع الذي امتدحه القريب والبعيد، ونظر له الغرب والشرق بكل إعجاب وتقدير، وسعد وفرح له كل مُحب لهذا الوطن الغالي العزيز.
والآن على مقربة من لحظة معانقة المجد الترفيهي العالمي من موسم الرياض 2025 التي عشنا أصداء تفاصيله، التي تم الكشف عنها مؤخراً، توجب الأمانة أن ننسب الفضل لأهله، فهذه المنجزات، بدأها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فهو الداعم والمحفز لكل منجز وكل جديد تم تحقيقه، ولا أنسى في هذه الملحمة الترفيهية العالمية الدور والعطاء البديع لمعالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، ورفاقه العاملين معه.
.. وماذا بعد إعلان استراتيجية الترفيه للسنوات القادمة؟
النفس الطموحة لا حدود لآفاقها، ولا سقف لآمالها، ولا نهاية لتطلُّعاتها، والعاملون في هيئة الترفيه الذين تألقوا في مواسم الرياض الماضية، سيكون من الواجب عليهم أن يتحملوا المسؤولية ليسيروا بأقدامهم أرضية منجزات جديدة، وليبنوا بسواعدهم أحلاماً جديدة، فبحوزتهم إرث عظيم يستلزم المحافظة عليه، وبمشيئة الله تعالى وبتكاتف الجهود وبالتعاون سيستمر العطاء، حتى نُبهج صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ونشكره عملياً على أياديه البيضاء ودعمه غير المحدود لقطاع الترفيه في العاصمة الأنيقة، وفي كل أرجاء الوطن.
ختاماً.. الحلم متواصل.. وثقتي العظيمة بأن المنظومة الذهبية في قطاع الترفيه من الكوادر الوطنية وفي ظل حكومتنا الرشيدة -أعزها الله- سنشهد في مقتبل الأيام تحليقاً في المنجزات أكثر وأعلى، لأن هذا الوطن، كما قال معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه: «نحن لا نحتاج أحداً، وموسم الرياض سيقدّر من يقدّره، وسنحرص على من يحرص عليه».