إيمان الدبيّان
ساعات قليلة تفصلنا عن الانتقال مع التاريخ والعلم والدين إلى إرثِ وورثِ أحد أهم علماء المدينة المنورة خاصة والمملكة العربية السعودية عامة والأمة الإسلامية جمعاء (سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح -رحمه الله- إمام وخطيب المسجد النبوي، عبر ملتقى مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح -رحمه الله- وجهوده في المسجد النبوي).
إن الاهتمام بالعلم وعلماء الوطن الأموات منهم والأحياء هو حراك علمي ثقافي ناجع، ويكتمل أثره وتأثيره في المجتمع الداخلي وحتى الخارجي بكل شرائحه العلمية والثقافية والدينية والسياسية عندما يُطلق هذا الملتقى أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ومعالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ أ.د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ مما يؤكد ويبرز اجتماع حنكة الإمارة وعلم الإمامة في النهوض بالعلم والعلماء وجعل المدينة المنورة بيئة علمية كما هي في مقدمة المراكز التنافسية الصحية والسياحية.
تشهد المدينة المنورة هذه الفترة نشوة نهضة، وتوجهاً نحو المراكز الأولى المتقدمة في نسبة إشغال دور الضيافة، كما أن التجربة الدينية وجهود القائمين على تقديم خدماتها لها الأثر الكبير في رفع هذه النسبة وتقدمها.
ومن الملاحظ أن هذا الملتقى ليس هو الأول، حيث يحرص معالي الشيخ السديس على إقامة مثل هذه الملتقيات والندوات كثيراً ومنها: ندوة الفتوى، وملتقى الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله-، ولا أعتقد أن فضيلته سيقف عند هذه الملتقيات والندوات فشغفه العلمي ووفاءه الشخصي وحرصه الديني؛ يجعله دؤوباً على تفعيل الملتقيات والمشاركة في المؤتمرات وإلقاء الدروس العلمية الأسبوعية والمحاضرات نشراً للعلم وتأصيلاً لجهود العلماء.
الإمامة لديه لا تقف على الصلاة ولا على الخطب المؤثِّرة على منبر المناسبات، بل هي رسالة تنير للمتعلمين دروسهم وللباحثين شيئاً من تاريخهم وللقاصدين كل ما يثري نسكهم.
نعم، إن ملتقى مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح -رحمه الله- وجهوده في المسجد النبوي، حراك ثقافي علمي يؤصل دور وأثر العلامة ابن صالح في المسجد النبوي وفي المدينة المنورة وعلى الأمة الإسلامية، ويؤكد على دور رئيس الشؤون الدينية في هذا الحراك وذلك التأصيل الذي يجعل منه للوسط العلمي والديني قدوة في تطبيق قيم الوسطية والاعتدال والوفاء للعلماء والأئمة والمشايخ السابقين.