د. علي القحيص
إنجاز سعودي عالمي جديد يضاف لإنجازات المملكة العلمية الدولية، حيث أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم فوز العالم السعودي «عمر بن يونس ياغي» بجائزة نوبل العالمية في الكيمياء لعام 2025م، تقديرًا لجهوده الرائدة والمتميزة في تطوير الأطر المعدنية العضوية (1055)، وهي مواد ثورية تجمع بين العناصر المعدنية والعضوية في هياكل دقيقة ذات مسامات واسعة.
وما أعلنت وسائل الإعلام المختلفة عن فوز العالم السعودي الدكتور الباحث عمر بن يونس ياغي، حتى انهالت بعض التعليقات السلبية من بعض الإخوة العرب عديمي الجدوى والرؤية ضيقي الأفق، تشكك بجنسية وانتماء وأصول الباحث السعودي الذي ظفر بالجائزة العالمية الكبرى.
علما بأن العالم قدم أبحاثه للترشيح من موقعه كباحث سعودي من موطنه الحالي من العاصمة الرياض، من خلال عمله الحالي في المملكة وهو يتمتع بالجنسية السعودية، حيث شكك البعض بجنسيته وأصوله، فمرة ينسبونه إلى فلسطين ومرة إلى الأردن، ولا يذكرون وظيفته أو جنسيته الحالية، ولا يذكرون أنه أيضاً يحمل جنسية أمريكية!
ما لهذه الشعوب وبعض المجتمعات والحسد يأكل بعضها البعض، وتنتقص من خبرات وإنجازات عقول أبنائها المتميزين الذي يرفعون اسم وسمعة العرب والمسلمين في المحافل الدولية، وحتى لو كان مسلماً من أي بلد عربي، وغير سعودي، علينا أيضاً أن نفرح ونبارك له وأن إنجازه كمسلمين وعرب قبل أن يكون مواطناً سعودياً!.
المهم أن عمر يونس ياغي (سعودي الجنسية) فاز بهذا الإنجاز العلمي العالمي المتقدم جداً، ليضيف إلى رصيد المملكة وما حققه أبناؤها الغيارى المتميزين من جوائز عالمية مرموقة، حيث احتفلنا قبل عدة أيام أيضاً بإنجاز براءة الاختراع للمهندس فارس بن أحمد القحيص الشمري، وحصوله على أربع ميداليات عالمية في كندا، لتفوقه على 70 دولة عربية وأجنبية، بتقديمه إنجاز طبي عالمي لصالح وطنه والإنسانية، وقد سجل في براءة الاختراعات العالمية.
لماذا يستغرب أو يستكثر بعض إخوتنا العرب، على أبنائنا حصولهم على جوائز عالمية مهمة جداً، والحمد لله أن القائمين على هذه الحواجز هي مؤسسات علمية عالمية محايدة ونزيهة، وليس من دول عربية، ولو كان القائمون على هذه الجوائز الكبرى من بعض العرب، لحجبوها عن أبناء جلدتهم ومنحوها للآخرين نكاية بنا، بسبب الضغائن والحقد والحسد وجلد الذات، الذي يسيطر على ذواتنا وعقولنا وثقافتنا الجمعية، والضمائر الميتة التي بسببها ضيعوا أوطانهم وأصبحت مرتعاً للأغراب وساحة للصراعات.
ولو كان هناك جائزة نوبل للحقد والحسد، لحصدوا كل جوائز الحقد والحسد والنميمة والضغائن بامتياز مع مرتبة (الشرف) بدون منازع، فهم أول من يظفرون بها بكل جدارة، وهو تكريم مستحق لا ينافسهم أحد عليه.
كيف لنا من أمة تسخر من إنجازات أبنائنا وتفوق علمائها، هل هي الأمة ذاتها بتاريخها وأصالتها وإنجازاتها فعلاً؟ والتي كانت خير أمة أخرجت للناس؟!.