أ.د.عثمان بن صالح العامر
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- الذي يولي المواطن والمقيم والزائر جل اهتمامه وعظيم عنايته، وعلى ضوء رؤية المملكة 2030 التي أبدع في صياغتها، وضبط إيقاعها، وتابع ودعم وشجع مبادراتها، سيدي (القائد) صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، رئيس مجلس الوزراء -وفقه الله- في ظل هذا الوطن المبارك المعطاء (المملكة العربية السعودية) صارت أحلامنا، آمالنا، طموحاتنا، تطلعاتنا، لا حدود لها، أصبحنا نرقب السماء وننظر في الأفق الواسع الممتد، كما أننا في ذات الوقت نتابع ونرصد ما يحدث على الأرض.
وإذا كانت منافستنا المناطقية في ماضي الأيام لا تتجاوز حدود الوطن صرنا اليوم نتوق للعالمية ونسابق عليها في جميع الميادين خاصة الميدان السياحي. ولما تتمتع به منطقتنا (حائل) من مقومات جاذبة، وخصائص متميزة، طبيعية وثقافية ومناخية، ولموقعها الدولي المتميز حيث لا يفصلها عن عدد من العواصم العربية سوى ساعة واحدة بالطيران، ويمر فوق سماءها كل ليلة ما يجاوز المائة رحلة دولية، ولإنسانها الذي ما زال محافظاً على قيمه العربية الأصيلة وعلى رأسها (الجود والكرم والوفاء والتسامح والانفتاح على الآخر والترحيب به)، ولتاريخها الحضاري الثري الذي توثقه وتحكيه الصخور والجبال الشاهقة، فضلاً عن الروايات الشفهية المتوارثة، لذلك كله فهي مرشحة بقوة لتكون وجهة سياحية عالمية يقصدها الكل صيفاً وشتاءً. يعزز ذلك ويقويه تشرفها بقيادة محفزة ومشجعة ومتابعة، وباعثة للهمم، ومساندة لكل منجز وطني متميز، عاشقة لحائل حتى النخاع، أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز، ونائبه المبجل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن - حفظهما الله ورعاهما.
ولكون الشريان الحقيقي والمؤثر الأقوى في تحقيق هذا الهدف المنشود الذي يتوافق مع أدبيات الرؤية 2030، ويؤثر بشكل كبير في جعل المنطقة متواجدة في خارطة السياحة العالمية بشكل أكثر وأكبر مما هي عليه اليوم هو وجود مطار دولي تهبط فيه وتقلع منه جميع الخطوط العالمية، ويربط حائل بالعالم الخارجي مباشرة، ومع أن هذا تحقق في أبريل 2017م حيث أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني قراراً يقضي بتحويل مطار حائل الإقليمي إلى مطار دولي، منه وإليه تسير اليوم الرحلات المباشرة لكل من : دبي، الشارقة، الكويت، القاهرة، إلا أن حائل تنتظر المزيد من الوجهات العالمية لتعزيز موقعها في السياحة الدولية، خاصة أنها أضحت متواجدة على خارطة الرياضية العالمية بشكل سنوي من خلال الرالي الذي اكتسب شهرة واسعة في الأوساط الرسمية والإعلامية والشبابية ولدى هواة السفر والتجول والاستكشاف و....، فضلاً عن رواد سياحة الأعمال (المؤتمرات والندوات) والسياحة الثقافية، والثالثة الصحراوية. وعلى الخط الموازي ويعضد ويقوي ويعزز جعل حائل تحتل مركز عالمياً في الخارطة الدولية اليوم ربطها بالمدينة المنورة بسكة القطار فهي آخر نجد (المنطقة الوسطى) وبوابة الشمال (المنطقة الشمالية) في المملكة العربية السعودية، وهذا موقع استراتيجي متميز، وفي ظل توجيهات قيادتنا الحكيمة بتسهيل أداء مناسك العمرة لكل المسلمين في بقاع الأرض أجمع، ولكون محطة حائل في سكة القطار التي تربط الشمال بالعاصمة الرياض محطة رئيسة ومهمة، فإن وجود قطار ينطلق من محطة حائل الحالية وصولاً للمدينة سيسهل على مسلمي كل من الأردن والعراق وسوريا ولبنان وتركيا وروسيا والبلاد الأوروبية قاطبة الوصول لمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكل يسر وسهولة، وعلى متن قطار الحرمين الشريفين يواصلون رحلتهم لمكة المكرمة لأداء مناسك الحج أو العمرة. والشيء بالشيء يذكر فإن تحويل الطريق البري الرابط بين المنطقتين أعني حائل والمدينة إلى طريق سريع كما كان مُبشراً به حين بداية المشروع سيسهم في راحة المسافرين القاصدين الحرمين الشريفين، وإن كان الحال أفضل بكثير مما كان في السابق إلا أن كثرة الحافلات القادمة من الأردن والعراق تقل المعتمرين والحجاج واحتمالية الزيادة القريبة لهذه الحافلات قادمة من أرض الشام تجعل المطالبة بتوسيع الطريق أمراً مبرراً لدى أصحاب القرار، خاصة أننا اليوم في المملكة العربية السعدية ننعم بمرحلة تاريخية استثنائية تشهد مناطقنا الثلاثة عشر طفرة تنموية نوعية رائعة على كل الأصعدة وفي جميع المجالات، وتستضيف بلادنا فاعليات ومناسبات عالمية كبرى، ووسائل النقل البرية والجوية والبحرية - كما هو معلوم - عامل أساس في تحقيق النجاح المنشود من لدن قيادتنا الحكيمة التواقة للتميز في كل شأن، حفظ الله قيادتنا، وأدام أمننا، وحمى أرضنا، ونصر جندنا، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقا، والسلام.