دهام بن عواد الدهام
أود في البداية أن أؤكد أن توجيهات قيادتنا الرشيدة في الحراك الدبلوماسي.. لم يدفعها موقف أو حدث عابر أو طارئ.. موقف المملكة من القضية الفلسطينية موقف أزلي ثابت مهما كان الأصوات السلبية من هناك وهنا.. جهود تقودها الدبلوماسية السعودية حققت نجاحا باهرا باعتراف أكثر من 150 دولة بالدولة الفلسطينية بجهود مشتركة ومدعومة من فرنسا يقود هذا النجاح إلى الهدف الأسمى في سلام عادل في حل الدولتين يحقق السلام للمنطقة، ويكفيها شر وتبعات الحروب لما فيه خير الإنسان فيها..
وقف الحرب على غزة وفق مبادرة الرئيس الأمريكي.. لست بوارد تقييم بنودها وإيجابياتها وسلبياتها بالمجمل، فقد تناولها الكثير بالتحليل والتمحيص لكن ومع ما يمكن أن يعاب على بعض بنودها يكفي أن تقف هذه الإبادة التي يقوم بها الكيان الغاشم حتى مع من يرى أن هذه المبادرة تحفها أهداف خاصة بالرئيس الأمريكي ذاته، وما كان يساعد النتن ياهو وكيانه من الضغط العالمي المتزايد حكومياً وشعبيا في إدانة الأعمال الوحشية للجيش المحتل التي سحقت الارض وما عليها وما خلفته من قتل للنساء والأطفال والمدنيين، قادت هذه الأعمال الوحشية إلى مجاعة هي عار في تاريخ الأمم التي تدعي التحضر وكرامة الإنسان إضافة إلى ما صدر من محكمة الجنايات الدولية بمحاكمة رئيس وزراء الكيان وقادة جيشه بتهمة جرائم حرب. الرئيس الأمريكي وبعد الاعتداء الغاشم على قطر الوسيط الذي يبذل كل مساعيه ويهيئ الظروف والأجواء لمحادثات بين الأطراف تقترحها الإدارة الأمريكية شكل انطباعاً محرجا للإدارة الأمريكية التي قد تفقد تأييد دول المنطقة إذا ما فقدت الإدارة الامريكية التزاماتها وبالذات الأمنية والدفاعية.وقف هذه الحرب إلى جانب المساعي الدبلوماسية رغم الآراء السلبية أو الإيجابية لابد أن يكون وقفا دائما لا يتخذ فيه أي جانب معوقات تعيد إلى نقطة الصفر.. وحتى في ظل الانتقاد من أطراف عن أحداث 7 أكتوبر تبقى نتائجها هي محدد لما بعدها وربما حققت رغم القتل والدمار واختلال الموازين خطوات في سبيل انتشال القطاع من ويلات الحرب والدمار والمجاعة شريطة ألاّ تنقض إسرائيل أيا من بنود هذه الخطة وتختلق العقبات والمعوقات.. أعود وأؤكد أن وقف الحرب ما لم يكن موثوقا ودائما ما هو الاّ فصل من فصول المأساة وإن كانت أحداث 7 أكتوبر قد خلقت أوضاعا غير ما قبلها، فعلى الجانب الفلسطيني (بكل فصائله ومنظماته وكياناته) أن يعي الدرس جيدا ويلتم أطرافه معا لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني في ظل أجواء دولية إيجابية تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة ذات قيمة لتحقيق السلام العادل للشعب الفلسطيني.. اليوم العالم يتنادى إلى دعم وقف هذه الحرب والعمل على تقديم ما يؤدي إلى إعمار غزة وإعادة الحياة لهذا القطاع وخاصة في النواحي الإنسانية وفقا لخطة ترمب ذات العلاقة في بنودها في تقديم المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، وربما ما تتداوله الأنباء عن اجتماع دولي عال المستوى في شرم الشيخ في غضوالأيام القليلة القادمة -ربما يكون قد عقد قبل نشر هذا المقال وحقق ما هو في خدمة السلام والاستقرار بالمنطقة- بالتأكيد أن اجتماعا على هذا المستوى لن يفوت الفرصة إلى تكريس الحاجة إلى استحقاقات سياسية ودبلوماسية وإنمائية للشعب الفلسطيني تزامنا مع جهود تقودها الدبلوماسية السعودية بتوجيهات مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- لمزيد من الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.