د. عبدالرحمن أباذراع
عندما كنَّا صغاراً كنَّا أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرنا وهذه هي الفطرة الصحيحة، لذلك كنَّا نمارس البكاء والضحك بشكل كبير لكنه في مكانه الصحيح، كبرنا وصرنا نجامل ونبالغ في المجاملة وأحياناً نكتم ونكبت هذه المشاعر فتنشأ المشكلات النفسية والعقد.
البكاء هو تعبير عن شعور حزن أو ألم عندما نكتمه ولا نعبر عنه ولا تدمع عيوننا حتماً سيكون هناك بكاء من جزء آخر من الجسم كتعبير جسدي عن حالة نفسية، وأوضح مثال على ذلك القولون العصبي. وهكذا فالبكاء أحياناً يأتي على شكل آلام جسدية، وقس على ذلك بقية المشاعر المكتومة، كالضحك والمتعة والفرح ووووو.
لذا وجب علينا أن نمارس مشاعرنا ونعبر عنها في وقتها.
وأخطر ما في هذه المشاعر كتمان الحزن لأنه سيشكِّل لدينا عقدة نفسية من الممكن أن تتطور وتصبح مرضاً عضوياً بعد أن كان نفسياً خطيراً كالاكتئاب.
التعبير عن المشاعر حاجة ومن الممكن أن تكون حاجة ملحة فتصبح إشارات ضاغطة على الموصلات العصبية في المخ مما قد يسبب الضغط الدائم والمستمر، وكذلك يسبب التشتت والتوتر والقلق، وكل ذلك بلا شك سينعكس على سلوك الفرد وصحته الجسدية.
«إضحك للدنيا تضحك لك» مقولة كنا نرددها عندما كانت الحياة بسيطة وكانت الفطرة تصاحبنا، كنا نجيد الضحك ولا نحمل أنفسنا وزر أخطاء وقعت منا رغماً عنا، لم نكن نجيد النفاق الاجتماعي الذي كدَّس مشاعرنا وضخَّمها وجعلها تتراكم دون أن نعبِّر عنها فأصبح المجتمع يعاني من الاضطرابات والاعتلالات النفسية، نحن بصدد ارتفاع حاد لمرض الاكتئاب والهلع والقلق والخوف والارتباك المشاعري، كل ذلك بسبب عدم القدرة على ترتيب وتنظيم المشاعر.
نصائح نفسية
خصِّص لنفسك وقتاً كافياً للضحك.
خصِّص لنفسك وقتاً كافياً للتأمّل.
خصِّص لنفسك وقتاً كافياً للتعبير عن كل المشاعر التي يجب أن نتنفسها.