فهد المطيويع
ما زال هناك من يستغرب الحملة التي طالت كابتن المنتخب سالم الدوسري، ويتساءلون عن سبب توقيتها، خصوصًا في مثل هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب من الجميع الوقوف خلف المنتخب الوطني، ودعم لاعبيه، ورفع معنوياتهم من أجل تجاوز التصفيات بنجاح. ولمن يستغرب أقول: لا غرابة في ذلك، فهؤلاء الذين يهاجمون اليوم كابتن المنتخب هم أنفسهم من كانوا حتى وقت قريب يصفون المنتخب بـ«المنتخب الكُحلي»، بل إن أحدهم كتب ذات يوم في تغريدة نصها: «زمن المنتخب الكحلي، لأبوهولأبو من شجعه!»، فماذا ننتظر من أشخاص بهذا الفكر الضيق والانتماء المشوّه؟
الزمرة نفسها ما زالت موجودة، بل تتمدد وتجد من يساندها، ولكن هذه المرة غيّرت وجهتها لتصب سهامها في اتجاه سالم الدوسري، فقط لأنه كابتن نادي الهلال. انتهى مبررهم القديم بعد أن توزّع لاعبو الهلال بين الأندية، فلم يبقَ أمامهم سوى سالم ليواصلوا من خلاله عداءهم وتعصبهم.
المؤسف حقًا أن اتحاد القدم يقف موقف المتفرج، صامتًا صمت الموتى، وكأن سالم وزملاءه لا يمثلون الوطن بل منتخب جزر الموز! صمت مزعج وغير مبرر، خاصة في وقت يخوض فيه المنتخب غمار منافسة مصيرية عنوانها «أكون أو لا أكون».
إن استمرار مثل هذه الحملات سيؤثر بلا شك على روح اللاعبين ومعنوياتهم داخل الميدان. والأدهى من ذلك أن من يقف خلفها هم ذاتهم من أطلقوا لقب «الكحلي» على منتخبنا، نفس الأسماء، نفس الميول، ونفس التعصب ونفس الجهل الذي يضر ولا ينفع.
لقد آن الأوان أن يتعامل اتحاد القدم بحزم مع هذه التجاوزات، فالمسألة لم تعد مجرد رأي، بل حملة منظمة تستهدف رمزًا من رموز المنتخب الوطني، وتضرب في عمق الروح المعنوية للاعبين والجماهير على حد سواء.
المنتخب ملك للجميع، والولاء له يجب أن يعلو فوق كل الألوان والانتماءات ، والأمل اليوم كبير في سالم الدوسري وزملائه في أن ينتصروا ، ويحققوا الفوز على المنتخب العراقي وعلى المتعصبين، ليمنحوا جماهير الوطن فرحة التأهل إلى كأس العالم للمرة السابعة، بإذن الله.