د.عبدالعزيز الجار الله
قمة شرم الشيخ في مصر 13 أكتوبر 2025 خطة الرئيس الأمريكي ترامب لوقف حرب غزة كان عنوانها الأكبر هو وقف الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، والحديث عن اليوم التالي لحرب غزة، وذكر في النقاشات التي دارت في الاجتماعات أن هذا صراع تاريخي يعود إلى 3000 سنة هو كما يقال عمر القضية الفلسطينية الاسرائلية، وبصورة أخرى يقصد باليهود وعودتهم لفلسطين وأرض كنعان العودة إلى 3000 سنة مضت، وأن الرئيس الأمريكي سيحل الصراع التاريخي ويعيد الاستقرار إلى الشرق الأوسط.
لا أحد يرغب في استمرار الحرب فبعد حرب دامت (2) سنتين الجميع اقتنع أن استمرار الحرب غير مجد فالجميع خاسر:
- إسرائيل وأمريكا وأوروبا خسرت الرأي العام العالمي وتشوهت مواقفها السياسية نتيجة اصطفافها مع إسرائيل، والعنف غير المفرط ضد غزة والشعب المدني الأعزل، ووصفت إسرائيل بدعم غربي بأنها قامت بحرب إبادة وتجويع على الشعب الفلسطيني، وتكلفت دول الغرب المليارات من الدولارات واليورو التي زودت اسرائيل بالسلاح والعتاد العسكري .
- خسرت فلسطين جيلا كاملا من العائلات والأطفال والأمهات والشباب، ويحتاج الشعب الفلسطيني إلى (50) خمسين عاما لتعويض هذا الجيل الذي فقده، ذكرت إحصاءات الصحة الفلسطينية نحو 200 ألف من القتلى والجرحى، وذكرت إحصاءات الأنروا للإغاثة أن العدد يصل إلى (300) ألف فلسطيني بين شهيد -بإذن الله- وجرحى، مع تدمير شبه كامل يصل إلى (%85 ) لقطاع غزة.
- خسر العرب الاقتصاد وتوقف التنمية والخطط المستقبلية في بلدانهم وأشرف العرب على فقدان الضفة الغربية وقطاع غزة وضياع حلم الدولة.
إذّن مشروع ترامب للسلام سيجنب الشرق الأوسط إذا كتب له النجاح، سيجنب المنطقة الحروب والدمار والقتل، وسيعيد للعرب بعضا مما فقدوه من أراضي ويضع حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية على طاولة الحوار، ويوقف نزيف الدماء والشهداء والفقر في الأراضي الفلسطينية، ويعطي الأمل والانفراج لجيل جديد من الفلسطينيين.
الشرق الأوسط استنزف من الحروب طوال (80) عاما من بعد توقف الحرب العالمية الثانية عام 1945 وقبل ذلك الاستعمار الأوروبي، فالشرق الأوسط من صراع إلى آخر، ومواجهات بين القوى العربية والفارسية والتركية والهندية والباكستانية واليهودية والكردية من نزاعات وحروب عسكرية واستنزاف على الحدود ونوايا عدوانية مبطنة ومعلنة مما قاد إلى الفقر والجهل والتخلف في المعيشة والحياة إجمالا.