علي حسين (السعلي)
أبارك للقائمين على هذه المبادرة المتميزة المتمثلة في تكريم قامة شعرية شامخة، هو الشاعر عبد الواحد الزهراني فهو اسم محلي وعربي ثابت كجبال السروات كالسوار الذي يحيط بالمعصم هو شامة بيضاء في جبين الجنوب، هذا التكريم لرموز المبدعين وتوثيق مسيرة إبداعهم شأن كبير وسنة حسنة، وعبد الواحد واحد من الشعراء المرموقين يعرفه القاصي والداني، فهو شاعر الروح والحياة، بل هو نبض المجتمع له من القصائد الشعرية السامقة التي تسري مع الركبان، شاعر مثقف تأتي قصائده كالسلسبيل تنعش القلب وتجلي الذهن وتصفيه!
أغلب جيلي وقبلي وبعدي وحتى الآن تربينا على شعره كلما تقرأ أو تسمع قصائده تثبت في الذاكرة حفظا ودون أن تشعر ترددها على لسانك كلما قمت أو جلست أو كنت لوحدك، وهذا دليل على أن عبد الواحد من المؤثرين في المجتمع قبل ما يسمى بالسوشل ميديا، فهو مشاعل نور مساقط ضوء شجاع بحرفه في المواقف التي تتطلب نفسا شعريا جريئا، فهو وشعره حاضران وبقوة في كل مناسبة وطنية ولم ولن أنسى قصيدته في العلامة الشيخ بن باز يرحمه الله حيث يقول:
يا تراب أم القرى يهناك هذا العام ماضميت
أي والله لو كان تعلم من تضم ومن وصلك وزارك
كان غصبا عنك تنبت بالذهب واللول والكافور
مات لا ما مات لا لا مات بين مكذب ومصدق
كان هذا موجز الأخبار لكن الموكد مات
افتقدنا حصن وتهدم من أركان الولاية ركنا
افتقدنا برزخ الما لين فاض الملح واشترك
يا بقية من بقايا الصالحين المصطفى والصحابة
يا كتاب الله ويا سنة نبيه في ثياب إنسان
كنت تبصر فوق ما نبصر وحن بعيوننا وأنت أعمى
كنت تقدر ترجع ألفي عام تسبقنا بميت عام
وش نجفف به دموع العين وش نمسح به الأجفانا
وش نقل لأكبادنا وش نعتذر به من قلوبنا
سيرة عطاء علمي
طور نفسه ثقف روحه قرأ وتعلم حتى نال درجة الدكتوراه، أذكر جاءني حين كنت مديرا لمكتب البلاد بالباحة وقتها وأعطاني استطلاعات بحوث تخص دراسته، فهو متواصل مع العطاء جامع بين النجاح العلمي والإبداع الشعري!
الشاعر الدكتور عبد الواحد الزهراني ولد وفي فمه حرف يتلجلج في صدره أمتاح الشعر منذ صغره وحينما شب عن الطوق تفجر شعرا رقراقا ونهرا متدفقا وسيلا أخفي من قبله من معالم شاعرية وشعرية فأصبح صوتا واحدا متفردا اسمه عبد الواحد الزهراني!
فهو من الأصوات الشعرية الشعبية القوية في وطننا السعودي، فهو يملك مساحة أن يطرق بشعره الصادق معبرا عن مشاعر المجتمع وأن يواكب توظيفا العبارة والمفردة المحلقة بالإبداع بإتقان ليجعلها لوحة رسام بالحروف تضاهي ربما «الموناليزا» لوحة زيتية على لوح خشبي من البوبلار، وهي عمل فني للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي وما أن يطلق القصيدة حتى يتناقلها الناس لسانا ولسانا وقرية قرية ومدينة ومدينة وهكذا!
قصائده تثير المتلقي دهشة واستغرابا تطري على اللسان سكرا ومن النصوص التي راسخة بذاكرة المجتمع عبدالواحد الزهراني من قصيدته في مدح سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. التي تقول:
يوم أشوفك وأنت متربع على عرش الزعامة
كني أنظر جدك معزي على صهوة جواده
يا من أثبت أن الأرض تدار من قصر اليمامة
لين ركعت أشرس خصومك وهون من عناده»
سطر وفاصلة
إنه شاعر يغرد خارج سرب الشعراء ويجعل من مفرداته وعباراته وأسلوبه وحكمته الشعرية متفردة لا تشبه أحدا غيره حاضر بشعره دائما للوطن فهو وطني من مشاش رأسه حتى تستوطن روحه..
شكرا لمن كرمه ولمن احتفى به، شاعر وطني وشكرا للشعراء الذين أتوا من كل حدب وصوب يباركون ويهنون ويحتفلون بهذا الرمز وعلى رأسهم بن ثايب وابن هبضبان.