إيمان الدبيّان
واد غير ذي زرع، عند البيت المحرم، في بطاحه وبين شعابه وعلى سفوح جباله وبين أزقة طرقاته، يرسم عراب الرؤية مشروعاً عالمياً في مكة المكرمة التي هو أدرى بشعابها وأحرص على تجويد بنيتها وخدماتها، من خلال مشروع «بوابة الملك سلمان» الذي أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة شركة رؤى الحرم المكي -حفظه الله- عن إطلاقه، ويعتبر واحداً من أهم مخرجات الرؤية السعودية التي تثري تجربة زوار بيت الله الحرام بوصفه وجهة متعددة الاستخدامات في مكة المكرمة.
يهدف المشروع إلى تحقيق نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية لمدينة مكة المكرمة والمنطقة المركزية فيها بشكل خاص؛ مما يجعلها أنموذجاً عمرانياً عالمياً؛ حيث يساهم هذا المشروع في تجويد الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، مما يحقق تكاملاً في الخدمات الدينية التي تقدمها رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام، وخدمات النقل والأمن وغيرها من خدمات القطاعات الحكومية والخاصة التي تتنافس على خدمة الحجاج والمعتمرين وجميع القاصدين.
إن مشروع بوابة الملك سلمان يحقق مكاسب وطنية متنوعة منها وليس كلها: توظيف عدد كبير من السعوديين في هذا المشروع، الحفاظ على الهوية التراثية والتاريخية لمكة المكرمة في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم، زيادة المساحات المخصصة للمصلين، رفع نسبة عدد الفنادق المحيطة بالحرم؛ فالمنطقة المركزية في مكة المكرمة ستستثمر في هذا المشروع العالمي استثماراً يجسد قيمتها التاريخية ويعزز خدماتها الدينية ويعكس هويتها التراثية، ويوفر للزائرين خدمات بأعلى معايير الجودة الحياتية.
مكة المكرمة قبلة المسلمين ومهبط الوحي بالقرآن المبين ومولد سيد المرسلين ومنبع الدين، هي من أول اهتمامات القيادة الرشيدة -حفظها الله- التي توجه وتقود النهضة العمرانية والخدمات الدينية فيها تيسيراً للزائرين وتسهيلاً على القاصدين بأعلى معايير الجودة والاستدامة العالمية خدمة للإسلام والمسلمين، والحجاج والمعتمرين، وراحة للمواطنين والمقيمين.