واس - الرياض:
افتتح معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي أمس بالرياض، فعاليات النسخة الثانية والأربعين لـ «المعرض الزراعي السعودي 2025»، الذي يستمر أربعة أيام، بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أكثر من 446 جهة وشركة من 34 دولة، من بينها إحدى عشرة مشاركة رسمية؛ لاستعراض أحدث التقنيات والحلول والابتكارات، في مجالات الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي، بما يعكس التطور الكبير الذي يشهده القطاع الزراعي في المملكة، وإسهامه في تعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للعديد من المحاصيل والمنتجات الزراعية؛ مما أسهم في استدامة الإنتاج الغذائي، وفقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأوضح صاحب السمو الأمير سعود بن تركي بن فيصل رئيس مجلس إدارة شركة معارض الرياض المحدودة، أن المعرض الزراعي السعودي، يمثّل مساحةً حيوية لتبادل الخبرات والأفكار بين جميع الفاعلين في القطاع الزراعي، من خلال عرض أحدث التقنيات والابتكارات لزيادة الإنتاج الزراعي، وتحول الأنظمة الغذائية، مضيفًا أن تصاعد التحديات المناخية والبيئية، تتطلب من الجميع العمل بإبداع واجتهاد؛ لتطوير حلولٍ مستدامة تحافظ على مواردنا، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار سموه إلى أن المشاركة الكبيرة في هذا المعرض تعكس المكانة الدولية التي يحتلها، كمنصة عالمية تجمع الخبرات، وتفتح آفاق التعاون في مجالات الزراعة والغذاء والاستدامة، عادًّا الزراعة رسالة مهمة تُسهم في بناء مجتمعٍ مزدهر، واقتصاد مستدام، ويمثّل هذا المعرض منطلقًا لتلاقح الأفكار والمشاريع الواعدة، لمستقبل الزراعة في المملكة والعالم.عقب الافتتاح تجول معاليه بأجنحة المعرض، الذي ضم قطاعات متعددة شملت، الإنتاج النباتي، وإدارة المزارع والمشاتل، والأغذية الزراعية والعضوية، والدواجن، والماشية، والألبان، والأعلاف، والمطاحن، والاستزراع المائي وتقنياته، وتجهيز وتغليف الأغذية، والصحة الحيوانية، والخدمات البيطرية، والابتكار وريادة الأعمال، وتأهيل الكوادر.
وشهد معاليه خلال فعاليات المعرض توقيع 28 اتفاقية ومذكرة تفاهم، باستثمارات تجاوزت قيمتها الإجمالية 3,5 مليارات ريال، بين عددٍ من الجهات، في القطاع الحكومي، وشبه الحكومي، والقطاع الخاص الذي يُعد شريكًا أساسيًا في تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية، إضافة إلى عددٍ من الشركات الزراعية العالمية؛ مما يُسهم في دعم قطاع الأغذية والزراعة، ودفع النمو الاقتصادي، كما دشّن معاليه، مركز ابتكار الزراعي؛ للمساهمة في قيادة الابتكار الزراعي المستدام في المملكة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.ويهدف المعرض الزراعي السعودي إلى تعزيز أولويات المملكة الاقتصادية، مع التركيز على تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة، إلى جانب استعراض أحدث التقنيات والابتكارات في مجالات الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي، بما يعكس التحول الكبير الذي يشهده القطاع الزراعي وارتفاع مساهمته في دفع النمو الاقتصادي؛ فقد ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 119 مليار ريال في عام 2024م، مع استمرار النمو إلى نحو 140 مليار ريال بحلول 2030م.
ويُصاحب المعرض انعقاد قمة مستقبل الزراعة الدولية، التي تسلط الضوء على قضايا الأمن الغذائي والاستدامة، بمشاركة متحدثين محليين ودوليين وخبراء عالميين، لتبادل الرؤى والحلول المبتكرة في دعم الخطط الوطنية الطموحة بمجال الزراعة واستدامة الغذاء، كما يشهد المعرض إقامة النسخة الثالثة عشرة من المعرض الدولي لمعالجة الأغذية وتغليفها، والنسخة السابعة من المعرض الدولي للاستزراع المائي، والنسخة الثلاثين من المعرض الدولي للمنتجات الغذائية وتقنياتها.
تنظم المعرض الزراعي السعودي شركة معارض الرياض المحدودة، ويمثل امتدادًا لمسيرة تتجاوز أربعة عقود من الحضور الفاعل في خدمة القطاع الزراعي في المملكة، مما رسّخ مكانته أبرز حدث متخصص في قطاع الزراعة على مستوى المنطقة، وتأتي نسخة هذا العام، منسجمة مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال التركيز على الزراعة المستدامة، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز الاستثمارات في سلاسل الإمداد الزراعي والغذائي، بما يعزز مقومات التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.
منصة «وقاء المستفيدين»
وقد دشن وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها (وقاء)، منصة «وقاء المستفيدين» للأفراد والأعمال في مجالي الصحة النباتية والصحة الحيوانية، وذلك خلال زيارته جناح المركز المشارك في المعرض الزراعي السعودي 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي في القطاع الزراعي.
وتهدف المنصة إلى تسهيل وصول الأفراد وقطاعات الأعمال إلى خدمات الصحة النباتية والصحة الحيوانية، من خلال التقديم على مختلف الخدمات إلكترونيًا، ومتابعة حالة الطلبات عبر الموقع الرسمي للمركز.وتتضمن المنصة عددًا من الخدمات الرقمية وهي: خدمة الكشف المبكر للوقاية من سوسة النخيل الحمراء، وخدمة الكشف والتشخيص للآفات النباتية، وخدمة حجز موعد تحصين الثروة الحيوانية، وخدمة تطهير مواقع الثروة الحيوانية، وخدمة إذن ذبح الدجاج البياض، وخدمة إذن تسكين دواجن.
وفي سياق تعزيز التكامل بين المركز والقطاع الخاص، أجرى مركز وقاء دراسة شاملة على خدماته للتأهيل والترخيص لمقدمي خدمات الوقاية والمكافحة للآفات النباتية والأمراض الحيوانية؛ بهدف تطوير النماذج التشغيلية وتعزيز كفاءة تنفيذ الأهداف الإستراتيجية، وذلك من خلال تحسين جودة الخدمات المقدمة في مجالات الوقاية والمكافحة، ورفع مستوى الشراكة مع القطاع الخاص، بما يحقق الاستدامة ويعزز الأمن الغذائي.وأكد المركز أن منصة «وقاء المستفيدين» تُعد نقلة نوعية في تحسين تجربة المستفيد، حيث تسهم في تسريع إجراءات تقديم ومعالجة الطلبات، ورفع كفاءة الخدمات الفنية، وتعزيز التواصل بين المستفيدين والقطاعات المتخصصة، وتقديم خدمات رقمية مرنة ومتكاملة تلبي احتياجات الأفراد وقطاعات الأعمال.
وتأتي هذه المبادرة في إطار إستراتيجية المركز للتحول الرقمي، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير كفاءة العمل الحكومي ورفع جودة الخدمات المقدمة؛ بما ينعكس إيجابًا على رضا المستفيدين ويعزز فاعلية الأداء المؤسسي في قطاعي الصحة النباتية والحيوانية.
وكان معالي الوزير قد تفضل بتكريم مركز وقاء تقديرًا لمشاركته بصفته راعيًا ماسيًا في المعرض الزراعي السعودي، ضمن جهود المركز المستمرة في دعم فعاليات القطاع الزراعي وتعزيز الشراكة مع الجهات ذات العلاقة.