عبد العزيز الهدلق
قبل أكثر من (15) عاماً انتشر مقطع صوتي لأحد مشجعي نادي الهلال وهو يصرخ بأعلى صوته: «سالم حس يا سالم».
هذا المشجع الذي صرخ بتلك العبارة بأعلى صوته كان يعرف قدرات سالم الفنية العالية. ويؤمن تماماً بتلك القدرات. ولم يكن سالم في تلك المرحلة يقدم في الملعب ما يوازي القدرات الفنية التي يمتلكها. لذلك وجه له المشجع المحب والعاشق والذي يحترق غيرة على فريقه وعلى نجمه الصاعد نداء بأن «يحس»! أي يشعر بقيمته أولاً كلاعب موهوب، ثم بالواجب المطلوب منه تجاه فريقه.
وربما تكون تلك الصرخة من المشجع المحب لسالم والهلال قد آلمت سالم و أوجعته في حينها وهو في مقتبل عمره، ولكنها ساهمت في صناعة مستقبله، فقد تغير بعدها، وأصبح أكثر إيجابية وأكثر فاعلية، وانطلق في سماء النجومية وارتقى سلم المجد الكروي درجة درجة، حتى أصبح أفضل لاعب في الهلال، وفي المملكة، وفي آسيا، ليس مرة ولكن مرتين، مكرراً فوزه بجائزة أفضل لاعب في آسيا.
وسجل أهدافاً لا تُنسى في كؤوس العالم للمنتخبات للشباب والكبار، والأندية، واستقبلت شباك منتخب الأرجنتين في مونديال 2022 من قدمه أجمل هدف في تاريخ كؤوس العالم. ودخل ذلك الهدف السينمائي التاريخ الكروي العالمي بوصفه الأجمل، وهو هدف الفوز السعودي على منتخب الأرجنتين بطل كأس العالم في تلك النسخة.
معجزة سالم الدوسري أنه جاء من ملاعب الحارات ملتحقاً بالفريق الهلالي الأول مباشرة، ولم يتدرب في أكاديميات ولا فئات سنية، راهن على موهبته وإرادته فقط، وقبل ذلك توفيق الله، فتقلد شارة قيادة الزعيم، ووضع على ساعده الأيسر شارة قيادة المنتخب الوطني، وأهله ثلاث مرات متتالية لنهائيات كأس العالم، واعتلى قمة الأفضلية في آسيا وفاز بجائزة أفضل لاعب آسيوي مرتين!
وسجل تميزاً تهديفياً تاريخياً، وسجل إسهامات وصناعة غير مسبوق رغم أنه لاعب جناح وليس مهاجماً صريحاً، فسجل في كأس العالم للشباب، وكأس العالم للكبار، وكأس العالم للأندية، والأولمبياد. هذه البصمات قليل في العالم من فعلها بل نادر.
إن مسيرة سالم الدوسري مع الكرة تستحق أن تخلد للأجيال، وتدون في كتب التحدي مع الذات، والقدرة على تجاوز العقبات والصعوبات والارتقاء عليها وصناعة المنجزات.
ولو يعلم أولئك المأزومون، المهزومون، المتألمون من فوز سالم الدوسري بجائزة أفضل لاعب آسيوي أن حربهم عليه هي أهم وقود استخدمه سالم للصعود للقمة لما حاربوه، ولما أساءوا له، ولما شنوا عليه الحملات بلا هوادة لتشويه السمعة، والتقليل منه، والتشكيك فيه. لقد أشعل أولئك الكارهون وقود التحدي في نفس سالم، وحفزوه لهزيمتهم.
ولازال طريق المجد واسعاً وممتداً أمام الظاهرة سالم الدوسري للتألق والإبداع وتحقيق مزيد من المنجزات والألقاب. فإذا كان الفارق العمري بينه وبين الأسطورة كريستيانو رونالدو (10) سنوات، ولازال البرتغالي يركض ويصول ويجول في الملاعب فسالم أمامه هذا المتسع من الفارق في السنوات لمزيد من الركض والإبداع والنجومية، وأمامه مساحة زمنية تمكنه من كسب جائزة أفضل لاعب آسيوي مرة ثالثة. فلا شيء صعب أمام سالم، ولا شيء مستحيل، فمن كتب التاريخ وصنع الإنجاز ليس صعب عليه أن يعيده ويكرره ويصنعه من جديد مرة ومرتان وثلاث مرات.
وسالم يؤمن تماماً بقدراته لذلك قال وهو يتسلم جائزة أفضل لاعب في آسيا للمرة الثانية: إن حصولي على جائزة أفضل لاعب آسيوي ليس إلا بداية المشوار وسأواصل العمل لرفع اسم الوطن في المحافل العالمية. إذن لننتظر مزيد من الإنجازات لهذا اللاعب الظاهرة.
زوايا
** علاوة على الحكام الأجانب المغمورين فإن النقل التلفزيوني السيئ يساهم أيضاً في سلب حقوق بعض الفرق خلال المباريات.! فالتصوير ليس دقيقاً ولا توجد متابعة دقيقة، والزوايا لا تمنح رؤية واضحة إطلاقاً. فالأهلي كسب ضربة جزاء غير صحيحة لم يستطع الناقل توضيح المالك! كما أن للاتحاد أمام الفيحاء ضربة جزاء لم تحتسب، وله طرد لم يُحتسب، وتم منحه ضربة جزاء غير صحيحة! كل تلك الأخطاء حدثت بسبب ضعف وتواضع النقل التلفزيوني.
** تشهد كل جولة من جولات الدوري أخطاء تحكيمية فادحة. تغير من نتائج المباريات، وتمنح فرقاً نقاطاً غير مستحقة، أو تسلب فرقاً نقاطاً هي الأحق بها! وبالتالي تغير تلك الأخطاء مسار المنافسة.! فمتى نودع هذه الأخطاء الكارثية.!؟ نتحدث عن أخطاء كارثية تتكرر، وليس مجرد أخطاء طبيعية وعابرة.
** الكابتن ماجد عبدالله صنع تاريخاً مع الكرة قل نظيره. ولا يمكن أن يعلي مجده تقرير مزيف، أو جوائز وهمية. وهذه الممارسات «الغبية» تشوه تاريخه المضيء.
فقد كسب ماجد حب واحترام الجميع بما في ذلك منافسيه بما قدمة كلاعب، وبما يتمتع به من أخلاق عالية.
** المحلل التحكيمي سمير عثمان، قال أثناء تحليله لإحدى الحالات التحكيمية لمباراة النصر والفتح أن الخطأ على اللاعب اللي لابس شراب أصفر! فلما تبين له أنه لاعب نصراوي غير رأيه!! هذا نموذج على التحليل حسب الألوان.
** انتهى الكلام في جدول الدوري وكيفية إعداده، فهو غير عادل إطلاقاً في ترتيب المواجهات خلال الجولات. ويكفي ما قاله رئيس المركز الإعلامي بالنادي الأهلي بأن ممثلي الأندية قد وقعوا خلال اجتماعهم برابطة دوري المحترفين على جدول مكتمل بالتواريخ، ولكن بدون وجود طرف ثاني في كل مباراة!! فمن حدد الطرف الثاني في كل مباريات الدوري في الجدول!؟.