علي حسن حسون
من باب الإنصاف والموضوعية، يجب أن نقف احترامًا وتقديرًا خلف لاعبٍ سطّر اسمه بأحرفٍ من ذهب في تاريخ الكرة السعودية والآسيوية، لاعبٍ قدّم خلال مسيرته الطويلة إنجازات لا تُعد ولا تُحصى، ونجاحات متواصلة جعلت منه أحد أبرز نجوم المستديرة في القارة.
نتحدث هنا عن سالم الدوسري، الذي تجاوزت مسيرته خمسة عشر عامًا مليئة بالعطاء والبطولات وتحطيم الأرقام، محليًا وآسيويًا.
بعيدًا عن الانتماءات والألوان، وإن نظرت بعين الحياد لا بعين التعصب، ستجد أن ما قدّمه سالم يضعه ضمن أعظم من أنجبت الكرة السعودية، وربما الثالث -على أقل تقدير- بعد الأسطورتين ماجد عبدالله ويوسف الثنيان.
لكن الغريب والمؤسف أنه في كل مرة يظهر اسم سالم ضمن قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في آسيا، ترتفع أصوات النشاز، وتظهر فئة مجحفة تحاول التقليل من شأنه، لا لشيء إلا لمجرد الاختلاف أو الكراهية.
تجدهم في بعض القنوات الإعلامية أو على منصات التواصل الاجتماعي، يسعون وراء الشهرة وعدد المتابعين، حتى لو كان الثمن هو الإساءة إلى أساطير الوطن الرياضيين بل وصل الحال ببعضهم إلى دفع الأموال فقط ليحظوا بمشاهدات وتعليقات على محتوى أشبه ما يكون بـ(سواليف الاستراحات).
سالم يبقى»سالم»، ثابتًا في عطائه، صادقًا في ولائه، شامخًا بإنجازاته.
الأرقام والتاريخ لا يكذبان، فهما الشاهد الأكبر على أنه أفضل لاعب سعودي وآسيوي في هذه الحقبة، بلا مبالغة ولا تحيّز. وجائزة أفضل لاعب آسيوي هي إنجاز ليس بغريب على لاعب بمثله سعى واجتهد وقدم الكثير والكثير لناديه ومنتخبه.
إنه يستحق منا كل الدعم والتقدير، خصوصًا وهو يقترب من ختام مسيرته الكروية الحافلة، فمثل هؤلاء النجوم لا يتكررون كثيرًا. فلنترفّع عن التعصب، ولنتذكّر أن سالم قبل أن يكون لاعبًا للهلال، هو ابن الوطن، يحمل شعاره، ويسعى بكل ما أوتي من عزيمة لرفع اسم السعودية عاليًا في المحافل القارية والعالمية.