عبدالكريم بن دهام الدهام
في كل زاوية من زوايا مركز (تعارفوا) للإرشاد الأسري تتوارى قصة، وفي كل استشارة تتردد أصداء النجاح، وفي كل وجه تتجسد حكاية من حكايات التقدم والطموح، هذا المركز الذي لم يعرف المستحيل يوماً، يعود اليوم ليمثل الدور الإيجابي والمؤثر، ليس لمجرد دعم رحلة بناء الأسرة السعودية واستقرارها، بل لتحقيق غايات القيادة الرشيدة - أعزها الله - التي لا تتوانى في تهيئة أفضل سبل العيش الكريم للأسرة السعودية.
إطلاق (مركز تعارفوا للإرشاد الأسري) عام 1441هـ، يمثل خطوة فريدة في مسيرة جودة الحياة، حيث يفتح المركز الباب أمام المجتمع للمشاركة في كتابة فصل جديد من الإرشاد الأسري، عبر بناء أسرة ومجتمع سعودي متماسك ومستقر وسعيد مساهم ومشارك في بناء وتنمية المجتمع.
ونقرأ بين السطور أن المركز يهدف إلى تحقيق الريادة والتميز في مجال الخدمات الإرشادية النفسية والاجتماعية والأسرية في المملكة، ويمنح الأجيال القادمة نافذة على جهود مركز لم يتوقف عن الإلهام.
ولا شك أن امتداح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، للمركز ودور القائمين عليه هو خير برهان على الفائدة التي سيجنيها كل من المواطن والأسرة والمجتمع.
ولا خلاف على أن مشكلة الخلافات التي تدور في محيط الأسرة وكيفية التعامل معها بالأساليب الفعالة تعتبر مشكلة أزلية تقلق جميع المجتمعات؛ ومن هنا، تأتي أهمية مركز تعارفوا، كمشروع اجتماعي، يحل المشكلات، ويرسخ قيم الأسرة والارتباط فيها.
إن دور الإعلام اتجاه هذا المركز هو مهم نظراً لكونه جزءاً من المجتمع، وما يحوزه من أجهزة وتقنيات وكوادر وطنية في استطاعتها التوثيق وصناعة المحتوى الذي يخلد قصص النجاح في هذا المركز، وذلك عبر تبني منهج استقصائي توثيقي، يرمي إلى نقل تجارب المستفيدين، وتحليل سياقها الاجتماعي.
بالإضافة إلى توظيف الفيديوهات، والبودكاست، والصور التفاعلية لتوفير تجربة ثرية تعيد دعم الأسرة وتحقق التوازن المجتمعي بأسلوب حديث، كما يجب على الإعلام تحفيز المجتمع على زيارة هذا المركز وأمثاله، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو اللقاءات أو البرامج الحوارية.
أن يُنشأ هذا المركز، يعني أنه سيساهم في حفظ العلاقات الزوجية ويدعم كيانها ويحافظ عليها، أن يوثق قصة، يعني أنك ستمنح الأجيال القادمة فرصة لفهم واقعهم وتخطي أزماتهم ومشاكلهم.
وهكذا، سيظل مركز تعارفوا للإرشاد الأسري، كما كان دوماً، مركزاً لا يتوقف عن تهدئة إضطراب الخواطر، وإسعاد النفوس وتواصل الحلول وتحفيز الارتقاء في المجتمع، فشكراً له، وشكراً للقائمين عليه.