علي حسين (السعلي)
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها
وأنا اتأمل هذا البيت مقتنع بحرفية من كتبه متفقا معه كثيرا فالحماقة من المستحيل إيجاد دواء لها، فكلنا أو بعضنا نشاهد عيانا بيانا بعض هؤلاء الحمقى ونستغرب كل هذه الأحمال على أكتافهم من الحماقة كيف يتحملوها والأدهى ينشرون حماقاتهم لآخرين لتصبح عدوى من الصعب البرء منها!
لكن معشر القراء استعير منكم مدارسة كلمة «الطيب» حين نسمع من بعضنا لشخص ما بعد أن يغادرنا تتفاجأ بالذي يجلس بجانبك يقول لذلك الشخص المغادر:
إنه مبدع لكنه طيب على نياته!
هنا استغرب ها هذا الناعت له هل مدح أم ذم؟»
الإنسان الطيب هو كنز الحياة، رزق من الله ونفحة من خلقه، يمنح البهجة والسكينة لمن حوله بصفاء قلبه ونقاء سريرته، ويتجسد ذلك في عطائهم بلا مقابل، وتسامحهم، وسلوكهم الرقيق، ووجودهم الخفيف الذي يترك أثرا طيبا كالعطر ففي صحبة الطيبين تصفو الروح وينعم القلب بالراحة والسكينة.
صفات ومميزات الناس الطيبين
زمزم القلب الصافي: هم أصحاب القلوب البيضاء التي لا تحمل حقدا أو ضغينة، وينبض فيها الحب والصدق والتسامح العطاء بلا مقابل: يمنحون بسخاء دون انتظار مقابل، ويغرسون في الآخرين الطمأنينة ويزرعون الجمال الرقة والهدوء: من شدة رقتهم، قد يبكون من أقل شيء، ولكنهم يضحكون أيضا من أقل شيء، ويشكلون مصدرا للجمال الداخلي..
ذكاء التسامح ورحمة اللقاء: يتساهلون ويتسامحون من قلوبهم
الشجرة الطيبة: كلامهم طيب ومعاملتهم طيبة، ويحرصون على أن تكون كلماتهم سببا في إدخال السرور على قلوب الآخر…
ابتسامة القلب وطيب المودة: هو وصف لشخص يتميز باللطف والكرم والأخلاق الحميدة، مما ينعكس في سلوكه وابتسامته الصادقة التي تترك أثرا طيبا في الآخرين. في الأغلب ما يرتبط هذا الوصف بأشخاص متسامحين لا يحملون الأحقاد، ويتمتعون بالاحترام للجميع.
التراحم: تشير هذه العبارة إلى شخص لا يحمل في قلبه الكراهية أو الحقد، وينظر إلى الآخرين بعين الرحمة والود..
الابتسامة الصادقة: الابتسامة ليست مجرد تعبير عن السعادة، بل هي رمز للصفاء والنقاء الداخلي وتعكس طبيعته الطيبة.
الأثر الطيب: يترك هذا الشخص بصمة إيجابية في حياة من حوله من خلال معاملته الطيبة وسلوكه المحترم، مما يجعله محبوبا ومحفورا في قلوب الآخرين حتى بعد رحيله.
القوى الخفية: ينظر إلى طيبة القلب على أنها قوة داخلية عظيمة، حيث إن الأفعال الطيبة والكلمات الحسنة تبني جسورا من الحب والود إلى قلوب الآخرين دون أن تزول:
نأخذ ونعطي بكف الطيب ونواجه
نتعب على الطيبة ونحب كاسبها
اليا كسبنا رفيـق يضحك حجاجه
ما هوب لازم جميع الناس نكسبها
والمرء بالأخلاق يسمو ذكره
وبها يفضل في الورى ويوقر
أوغل بدنياك لا تنس الضمير
ففي طياته السر عند الله ينحصر
والقهم منك ببشر ثم صن
عنهم عرضك عن كل قذر
الدكتور عبدالله الغذامي عن «الطيبة»
من خلال محورين رئيسين: الأول هو تمجيد «الكلمة الطيبة» وأثرها الكبير في النفوس، حيث يرى أنها تفتح الأبواب وتطيب الخواطر وتحدث تغييرا إيجابيا في المجتمع. أما المحور الثاني، فهو أن الطيبة تترجم إلى سلامة القلب ونقاء الصدر، وتعني التسامح، والمحبة، والبعد عن الأحقاد، وهذا ما يعكسه تعبيره عن شخصية الإنسان الطيبة التي تبعد عن الأذى.
سقراط وفلسفة الطيبة
كان سقراط أكثر الفلاسفة اهتماما بالقضايا الأخلاقية واليومية، وقد قاوم في أثناء بحثه فكرة مفادها أن السعادة تتكون فقط مما يرضي رغباتنا، وأنه يتوجب علينا بناء على ذلك تحديد الرغبات الأجدر إرضاء لتحقيق السعادة. إلى أن اقتضى خلال بحثه تأسيس هاتين النقطتين..
السعادة هي ما يريده الناس كلهم
لا تعتمد السعادة على أشياء خارجية.
سطر وفاصلة
حاول أن تدرك الماء قبل أن يدغثره غيرك
احمل عاتق الحرف نبل السطر
وفاصلة الاحترام
عانق الكلمة المحلقة بالجمال كما تضع دائرة على الكلمة الصحيحة.
من لم يحترم حرفك ويتصيد خطؤك فارمه في أقرب مقبرة للنسيان
طوبى لمن تعلم من غيره وبعدا لمن جعل حرفي الجيم والنون كالغيبيات كالـ«جن».