د.عبدالعزيز الجار الله
أعلنت هيئة التراث بوزارة الثقافة في 21 أكتوبر 2025 أنها أنهت المرحلة الأولى من أعمال المسح الأثري في مبادرة اليمامة:
مسفرة عن اكتشاف 337 موقعًا أثريًا جديدًا، وتوثيق 231 منشأة مصورة ثلاثية الأبعاد، و148 منشأة رفعت مساحيًا، إضافة إلى 70 منشأة موثقة، ضمن نطاق يمتد لمسافة 100 كم حول مدينة الرياض والمناطق المجاورة لها.
تشكل منطقة الرياض نجد الصغرى، وعند بعض الجغرافيين والبلدانيين تعد نجد الكبرى، واليمامة إقليم من أقاليم نجد الهضبة الكبرى، كما أن الجزيرة العربية التي تشكل حاليا المملكة العربية السعودية بمساحة تقدر ب(2) مليوني كيلومتر مربع، من أصل (2.8) المساحة الإجمالية من مساحة الجزيرة العربية دول الخليج والسعودية واليمن.
يرى بعض الجغرافيين أن الجزيرة العربية تشمل حتى الأجزاء الجنوبية من العراق، والشام، وكامل سيناء المصرية، هذا من حيث المصطلح، أما اليمامة فهي النطاق الزراعي الواحات والقرى الزراعية التي يقع بعضها على شفير:
وادي حنيفة بكل أجزائه من المصدر غربي مدينة الرياض مرتفعات الحيسية، مخترقا وسط مدينة الرياض مرورا شرقا بالسيح الخرج والسهباء حتى يصل المصب قرب سواحل الخليج العربي، وهو يوازي وادي الرمة الواقع وسط القصيم تبدأ مصادر المياه من حائل والقصيم، ويصب قرب شط العرب شمال الخليج العربي.
وهنا تأتي أهمية اكتشافات اليمامة التي أعلنت عنها وزارة الثقافة هيئة التراث للربط بين حضارات الأودية:
وادي نجران ووادي الدواسر جنوب إقليم اليمامة، ووادي حنيفة ووادي سدير في الوسط، ووادي الرمة ووادي السرحان ووادي القرى شمال اليمامة، وبالتالي الربط والتعرف على ثقافة الأودية الناقلة للثقافة المحلية التي تشكل حضارة اليمامة والحضارة الأشمل حضارة نجد الكبرى التي تضم أقاليم متعددة وثقافات متباينة : ثقافة الأودية، وثقافة الرمال، وثقافة سلسلة الحافات، وثقافة الجبال المنفردة..
تقول مصادر هيئة التراث:
شملت المكتشفات مواقعَ لتصنيع الأدوات الحجرية، ومنشآت مائية تضم آبارًا وسدودًا، ومنشآت حجرية دائرية متنوعة الأحجام والأشكال، ومواقع تعود إلى العصور الإسلامية المبكرة، ومدافن حجرية دائرية وركامية، ومواقع تراثية ذات امتداد تاريخي، وذلك ما يعكس تنوع الأنماط العمرانية والأنشطة الحضارية التي شهدتها المنطقة عبر العصور.