د. فهد بن أحمد النغيمش
يظل التحفيز والتشجيع عنصراً مهماً ودافعاً كبيراً للتقدم في شتى المجالات غير أن التحفيز والتكريم عندما يكون على مستوى تعليمنا ومدارسنا فإن مذاقه بالطبع سيكون مختلفاً وذا نكهة متميزة عن غيره كونه عنصرا مهما جداً في مستوى رقي الدول وتطورها، بالإضافة إلى أن جودة التعليم هي ضالة كل مربٍ من أم وأب، ومن خلاله قد يبذلون الغالي والرخيص في إيجاد تعليم متميز لأبنائهم، وهل يوجد في تعليمنا ومن مدارسنا ما يمكن أن نصفه بالمتميز؟
نعم.. فهناك مدارس تميزت وأبدعت وابتكرت لكنها لم تجد من يصفق لها أو يشعرها بتميزها سوى تكريم على استحياء من مكتب اشراف أو إدارة تعليم، فمن أعاد توهج مدارسنا؟ ومن سعى في إذكاء روح التنافسية بين المدارس للوصول إلى مرحلة التميز؟ عملية تعاونية أوقدت شعلتها وزارة التعليم وأعطت القوس لباريها ووقعت اتفاقية مشتركة مع هيئة تقويم التعليم والتدريب، على ضوئها أعلنت هيئة تقويم التعليم والتدريب -ممثلة في المركز الوطني للتقويم والتميز المدرسي « تميز»- قبل سنوات إطلاق مشروع الاعتماد المدرسي للمدارس الحكومية والأهلية والعالمية والذي سيكون بمثابة اعتراف رسمي تمنحه الهيئة للمدرسة التي استوفت شروط الاعتماد المدرسي ومعاييره للتقويم المدرسي وشرعت مستويات التصنيف المدرسي للمدارس الحكومية والأهلية والعالمية.
انتهت مرحلة التقويم الأولى وجاء يوم التكريم وهو اليوم الموعود لمدارس اجتهدت وأعطت وحق لها التكريم ففي يوم 23/ 10/ 2025 كان الجميع على موعد مع عرس التميز للمدارس.. اعترافا من هيئة تقويم التعليم والتدريب بجهود المدارس المتميزة على مستوى مدارس المملكة العربية السعودية، وبحضور معالي وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان، ومعالي رئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور خالد بن عبدالله السبتي حيث نظمت الهيئة بالتعاون مع وزارة التعليم بمدينة الرياض، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والمسؤولين ومشاركة ما يزيد على 1500 مشارك من مختلف مناطق المملكة، وبنقل حي ومتابعة من أكثر من 23 ألف مدرسة في أنحاء المملكة.. نظمت الهيئة «الملتقى الوطني للتميز المدرسي -تميز 2025م-» في نسخته الثانية حيث تم تكريم 760 مدرسة، حصلت على التميز عامي 2024 و2025م وذلك في حفل بهيج وجميل امتزجت فيه أصوات الفرح والتصفيق الحار من مديري المدارس المتميزة وبعض من معلميها وطاقمها الذين حصدوا ثمار جهودهم ونالوا التكريم والتميز، ويأتي هذا التكريم الذي تبنته الهيئة بهدف بث روح التنافسية بين المدارس وإشعال جذوة من الحماس لدى بقية المدارس للوصول إلى تجويد التعليم ورفع روح التنافس الشريف بين المدارس للوصول لضمان شامل للجودة وبدافع التحسين المستمر في جودة التعليم، وليكون التعليم السعودي في مكانته الملائمة، منافسا على الصعيد العالمي بطلابه من خلال قيمهم ومعارفهم ومهاراتهم.
وللإحاطة، فان الهيئة اتاحت لجميع المدارس الاطلاع على تقرير مفصل حول نتيجة المدرسة في التقويم الخارجي، يشمل تقييمًا لأدائها في مجالات ومعايير التقويم المختلفة، وتوضيح نقاط قوتها وفرص التطوير والتحسين لديها.
وفي تصريح مباشر أثناء التكريم يؤكد عملية التكامل بين هيئة تقويم التعليم ووزارة التعليم أكد معالي رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، أن القيادة الرشيدة أدركت أهمية التعليم ومكاسب الرهان على جودته، وأولت ذلك العناية البالغة.
وأوضح أن التكامل مع وزارة التعليم، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، في البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي كان مثاليًا وبالغ الأثر، وهو ما أدى إلى سلاسة التطبيق، وتجاوز التحديات، وشمولية الإنجاز في وقت قياسي. وأعلن معاليه أنه لأول مرة في تاريخ التعليم في المملكة، تم تقويم وتصنيف جميع مدارس المملكة في أكثر من ألفين ومئتي مدينة وقرية وهجرة، بتنفيذ ما يقارب من مليون ونصف زيارة صفية ومقابلة، ومئات الآلاف من الرحلات في مدن المملكة ومراكزها القريبة والنائية، كما أعلن عن تكريم (760) مدرسة حكومية وأهلية وعالمية، حصلت على مستوى التميز، مؤكدًا أن جودة التعليم والتميز المدرسي بلغت كل مكان في مملكتنا الغالية.
شكراً لكل من ساهم في رفع مستوى تعليمنا وشكراً من الأعماق لهيئة تقويم التعليم والتدريب ممثلة في المركز الوطني للتقويم والتميز المدرسي على تلكم البادرة الجميلة والتي أفرحت الكثير من المدارس ودفعت العديد من المدارس الأخرى أن تشحذ الهمم للوصول إلى مرحلة التميز لديها.