العميد م. أحمد الوادعي
وصول المنتخب السعودي الأول لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة جهد متواصل وعمل دؤوب ورؤية واضحة قادها الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الذي أثبت للجميع أن القيادة الميدانية والاهتمام المباشر هما أساس النجاح الرياضي؛ فمنذ انطلاق معسكر المنتخب في مدينة جدة، كان سموه حاضراً ومتابعاً لأدق التفاصيل، لم يكتفِ بالتقارير الإدارية أو الإعلامية، بل كان يتواجد بنفسه في الفندق وفي مقر البعثة، ويتابع التدريبات اليومية على أرض الملعب، الأمر الذي ترك أثراً بالغاً في نفوس اللاعبين والجهازين الفني والإداري.
هذا الحضور المتواصل يعكس حسّ المسؤولية الكبير الذي يتمتع به سمو وزير الرياضة، وحرصه على أن يكون قريباً من الحدث لا متفرجاً عليه. فقد كان يدرك تماماً أن النجاح لا يُصنع بالقرارات فقط، بل بالتحفيز والدعم والتواجد الفعلي بين أفراد المنتخب. وتجلّى ذلك بوضوح عندما أرسل سموه قبل أسابيع رسالة مباشرة إلى رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أشار فيها بوضوح إلى وجود خلل في المنظومة الإدارية، مطالباً بإصلاحه فوراً حفاظاً على استقرار العمل وفاعليته. وفعلاً، جاءت تلك الرسالة لتُحدث أثراً ملموساً، تمثل في إعفاء الأمين العام للاتحاد وإعادة ضبط الأداء بما يخدم مصلحة الكرة السعودية.
إن هذا النوع من القيادة الميدانية الواعية لا يقتصر تأثيره على المنتخب فقط، بل يمتد ليشكل قدوة ونموذجاً في الإدارة الرياضية الحديثة. فسموه لا يكتفي بالتوجيه من بعيد، بل يشارك ويلاحظ ويصحح، واضعاً أمامه هدفاً وطنياً سامياً يتمثل في رفع راية المملكة في المحافل الدولية، وإيصال المنتخب إلى المكانة التي تليق بتاريخ وإنجازات الرياضة السعودية.
ولذلك، فإن تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا هو في المقام الأول تتويج لجهود وزارة الرياضة بقيادة سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي، الذي جمع بين الحزم والرؤية والاهتمام بالتفاصيل.
شكراً لسموه على هذا الإخلاص والتفاني وهذا يزيد من مسؤليته بصفته رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية ورؤية سموه حيال تلافي الملاحظات في الاتحاد السعودية بعد انتهاء فترة المجلس الحالي، وهي أيضاً رسالة مسبقة وواضحة لمن لديه الرغبة في الترشح للفترة القادمة..
شكراً لسموه على جهوده في الفترة الماضية.