محمد العشيوي - الجزيرة:
في الركن الذي يلتقي فيه الشرق بالشرق، وتتمازج فيه حكايات الأناضول مع أنفاس «موسم الرياض»، تتجلى منطقة تركيا في بوليفارد كواحدة من المناطق الحيوية التي تعج بالزوار؛ نظراً لكونها تتمتع بالكثير من وسائل الترفيه والمحلات الجاذبة التي تعكس ثقافة (بوليفارد ورلد) أن تكون واحدة من المناطق العالمية في الموسم.
تأتي المنطقة التركية في (بوليفارلد ورلد) كفلسفة بفكرة الحنين الممزوج بالتجربة، فهي تستحضر البازار الكبير(كابالي تشارشي)، كرمزٍ للأسواق التاريخية التي تجمع بين التجارة والحياة الاجتماعية، لتمنح الزائر تجربة (المكان والذاكرة)، وتتقاطع الثقافات لتتمازج الحكايات، وتقف تركيا كأنها قصيدةٌ من الماضي تُروى بلغة الحاضر.
وعلى ضفاف البحيرة، تضيف روائع القهوة المرة طابع مختلف في ثقافات القهوة وأنواعها، وتتشابك ملامح من الهوية المتجددة والشعبية من البيوت التركية القديمة، مع حداثة المكان الاستثنائي، في مشهد يختصر فلسفة المكان أن تعيش الترفيه والمتعة في وقت واحد.
أما التصميم للمنطقة فهو يُظهر كيف يمكن للهوية التركية أن تُترجم في سياق عالمي داخل موسم الرياض، فالألوان، والعمارة، وروائح الشاي، وحركة الباعة تشكل لوحة حية تنسجم مع فلسفة «بوليفارد وورلد» القائمة على التقاء الثقافات.
الجمال الحسي والتفاعلي
المشهد في المنطقة يعتمد على الحواس الخمس البصر في برج غلطة، والسمع في الأصوات الشعبية، والتذوق في المأكولات، واللمس في التحف اليدوية، والشم في روائح القهوة والحلوم التركي، ما يجعلها تجربة معيشة وليست مشاهدة فقط، في حين، وللعائلة نصيبها من الفرح، إذ خُصصت منطقة للأطفال على شكل مسبح ضخم من الكرات البلاستيكية، يضم مليونين من الكور البلاستيكية التي تغمر المكان بالضحك والحركة، في مشهد إنساني يختصر غاية الترفيه في «موسم الرياض» ليكون الفرح للجميع، في منطقة تعكس أن روعة المنطقة لا تُختزل في التاريخ، بل تمتد إلى (البهجة اليومية) للعائلة، في مشهد إنساني يوازن بين الأصالة والمرح.
البازار الكبير.. ذاكرة الأسواق
في مقدمة المنطقة، تبرز بوابة ضخمة كتبت عليها ملامح من التاريخ القديم، كأنها مدخل إلى زمن آخر، إنها بوابة «كابالي تشارشي»، التي استلهمت من البازار الكبير في تركيا أحد أقدم الأسواق المغطاة في العالم وأكثرها حيوية، لتعيد للذاكرة صوت النحاس حين يُطرق، ولمعان الذهب حين يختلط بأنفاس الزوار، ليدرك الزائر انه أمام تجربة حيوية وترفيهية تحاكي روح إسطنبول التجارية والتراثية.
برج غلطة.. شاهق في ذاكرة المكان
يتوسط المنطقة برج غلطة، أحد أشهر المعالم التاريخية في إسطنبول، وقد شيد في بوليفارد وورلد الذي يعكس فلسفة العمارة التركية التي تجمع بين الجمال والرمزية، ويمنح الزائر شعورا بأن الزمن توقّف قليلًا ليتأمل المشهد، ما يجعل المنطقة التركية مختلفة عن غيرها ليس شكلها المعماري فحسب، بل تُعيد تعريف «التجربة السياحية»، من كونها زيارة إلى كونها عيشًا للحظة.
مذاقات الأناضول على ضفاف الرياض
من قلب الأسواق إلى أزقة الطهو، تتفتح شهية الزوار على نكهات تنتمي إلى ذاكرة المطبخ التركي بأكثر من 15 مطعمًا تصطف في المنطقة، تقدم اللحوم المشوية والأجبان الطازجة والعصائر الطبيعية، ويُقدَّم الشاي التركي في أكواب زجاجية صغيرة كما لو كنت في مقاهي تركيا.
وفي الزوايا، يسرق بائع الآيسكريم التركي الأضواء بعروضه المدهشة وخفة يده، في مشهدٍ يجمع بين الترفيه والموروث الشعبي، ويُدخل البهجة في قلوب الكبار قبل الصغار.
تقع المنطقة التركية في موقعٍ استراتيجي بين منطقتي فرنسا وإطلالة على الشرق الآسيوي، وكأنها تلاقي بين قارتين، تربط بين الغرب والشرق في لوحة فنية واحدة، هذا الموقع لا يعبر فقط عن الجغرافيا، بل عن رؤية «بوليفارد وورلد» كمنصة تُعيد تعريف السياحة والترفيه من خلال ثقافات الزوار والجمال البصري.
وهكذا تكتب الرياض مرة أخرى فصلاً جديدًا من فصول موسمها المدهش، حيث تتحوّل الثقافة إلى تجربة، والذكريات إلى فن حي على أرض الواقع.