د. علي القحيص
انشغلت وسائل الإعلام العربية ووسائل التواصل الإجتماعي فيما مضى من الوقت الفائت هذا الأيام، بحادثة أهمية ودقة وخطورة سرقة متحف اللوفر في باريس، والسطو على مقتنياته التاريخية الثمينة الفريدو، ووصفت الجريمة بأكبر سرقة في هذا العصر وأخطرها على المستوى المعنوي والمادي، فكيف يتجرأ لصوص من سرقة أقدم وأهم متحف تاريخي بالعالم، من حيث الأهمية والشهرة وكنز مقتنياته الباهظة، بعد أن استخدم اللصوص الآلات الحديثة والإمكانات الدقيقة المتطورة من معدات وآلات حفر وتكسير حديثة متطورة ساعدتهم على السطو والدخول والهروب بسهولة، حتى أن البعض قال إن الشركة المصنعة للمعدات أستفادت من هذه السرعة لترويج آلياتها!
حيث سخروا المعدات المتطورة لجريمتهم في السرقة التي هزت فرنسا والعالم كله، ولازال الجناة متوارين عن الأنظار رغم كل الاستنفار الأمني الفرنسي لمطاردتهم واعادة مقتنيات المتحف التي لا تقدر بثمن لأهميتها، ورغم أنهم استخدموا المعدات الحديثة في وضح النهار بكل جرأة وشطارة ومهارة، ويتساءل الكثير: كيف لمكان تاريخي ومهم مثل متحف اللوفر الفرنسي الشهير لم يكن محصنا وآمنا بدرجة عالية من الدقة للحفاظ عليه وبداخله كنوز غالية وآثار تاريخية مهمة. وما أن هدأت اخبار سرقة اللوفر في باريس، التي أشعلت المنصات الإخبارية، حتى أتى خبر إن الشاعرة الأردنية والمذيعة في «ام بي سي»، التي تقدم (برنامح نواعم)، السيدة نجاح المساعيد، التي تحمل الجواز الإماراتي قد تمكن زوجها الأردني من سرقتها، بعد ان وضعت المبلغ (خمسة مليون درهم إماراتي) في حقيبتها لكي تستعد للذهاب للصيرفة لتحويل المبلغ إلى الدينار الأردني، كما ذكرت هي في حساباتها، ولكن زوجها تناسى كل العلاقة الزوجية والمودة والألفة وأعماه الطمع ليتحول من رجل صالح وأمين حامي امرأته وزوج مخلص ونبيل إلى متهم بالسرقة، حيث خطف الحقيبة بسيارته وولى هاربا وحاول الاختفاء بالعاصمة الأردنية، وخلال 48 ساعة من السرقة تم إلقاء القبض عليه وبحوزتة بعض الملايين بعد إعترافه بصنيعة يمينه التي لوثت سمعته واسم عائلتة وبلاده بهذا السلوك المشين إذا صدقت الاخبار والرواية!
فكيف زوج يسرق زوجتة بعد أن عمل حفلة زواج باذخة قبل عدة سنوات، فرحا بعقد قرانه إلى الشاعرة المعروفة والمذيعة نجاح المساعيد، التي (نجحت) بفضحه و(أسعدت) المتشفين فيه بعد هذه الفضيحة للزوجين من جنسية واحدة وبلد واحد ومنطقة واحدة أيضا!
وقد نشرت المساعيد مقطعا تشكر فيه الأمن العام الأردني على سرعة إلقاء القبض على زوجها الهارب بالمبالغ المسروقة منها، بعد أن صرحت بأن الفقد والخسارة والضياع بالمال ليس المهم، ولكن الصدمة والخدعة والسرقة والخيانة والغدر كان له وقع التأثير النفسي الصادم لها، أهم وأقسى ضرراً نفسياً ومعنوياً من وقع سرقة المال كما صرحت به!
ويتساءل البعض، كيف أن شرطة باريس تعجز عن القاء القبض على لصوص سراق متحف اللوفر التاريخي الذي كان يحميه ألف شخص لازال البحث جاريا وراءهم، بينما شرطة الأردن ألقت القبض خلال 48 ساعة على السارق؟
وهل أهمية الشاعرة نجاح المساعيد أهم من قيمة مجوهرات اللوفر وتاريخه الشهير، أم أن الجريمة جعلت الشرطة تستجيب فورا وتستنفر بهذه السرعة والإنجاز لتداهم وكر الهارب وتعيد لها مبالغها وتشهر بزوجها الذي أغدقت عليه المال الوفير والشعر الغزلي الرومانسي العذب الكثير، عندما خطف قلبها قبل أن يخطف مالها على حين غرة، وربما الآن الشاعرة البدوية المساعيد، تستحضر كل قواميس الهجاء والسب واللعن ومفردات الخيانة وتنتقي أسوأ جمل الغدر والخيانة بحق زوجها السارق الغدار في قصائدها القادمة، حيث أعمت بصيرته المادة ليرتكب تلك الفعلة المسيئة، رغم أن قانون الاردن لايعتبرها جريمة لأن مال الزوجة وماتملك لزوجها، سواء كان (جمالا أو شعرا أو مالا أو عقارا)، إلا إذا حوكم بقانون دولة الإمارات الوضع ربما يختلف تماماً، على اعتبارها الآن تحمل الجنسية الإماراتية! رغم أن القضية حصلت في الأردن موطنها الأصلي وبلاد زوجها أيضا؟!
وأعتقد أن المال اليوم هو سيد الموقف في كل شيء، فهو الوحيد في هذا الزمان الذي يقلب القضية رأسا على عقب!