فهد المطيويع
لا أحد ينكر حجم الجهود الضخمة التي تبذل اليوم لجعل دورينا واحدا من أعظم الدوريات في العالم، وهذا ما بدأنا نلمسه فعلًا بفضل الدعم غير المحدود للرياضة السعودية.
لكن المؤسف أن هناك من يحاول تشويه هذه الجهود بطرق مختلفة، وكأن نجاح المسرح الكروي في بلدنا أصبح مصدر إزعاج للبعض بدلًا من أن يكون مصدر فخر للجميع.
نتفق أن الأخطاء التحكيمية جزء من كرة القدم، ولا يوجد دوري في العالم يخلو منها، لكن ما نشاهده من بعض الحكام المحليين تجاوز حدود ما يمكن وصفه بالخطأ الطبيعي.
هناك أخطاء اصبحت كارثية، وقرارات تحكيمية باتت ترسخ الشك بدلًا من أن تطمئن . وأصبح وجود بعض الحكام المحليين في أي مباراة مصدر توتر، لا مصدر ثقة.
بصراحة، فقدنا الأمل في عدد كبير ممن يفترض أن يقودوا مباريات في دوري بحجم الدوري السعودي. فرغم الدعم الكبير الذي يحصل عليه الحكم السعودي، إلا أن كثيرًا منهم أثبت أنه غير مؤهل لمستوى المنافسة الحالي، وهذا ليس هجومًا، بل توصيف لواقع مرير ومحزن بات يراه الجميع. الغريب والمضحك في الوقت ذاته، أن أبرز المدافعين عن هؤلاء الحكام اليوم هم الأكثر استفادة من أخطائهم وهداياهم داخل الملعب.
ولهذا لم نعد نستغرب هذا التأييد الضخم لهم رغم كل ما يرتكب من كوارث! بل إن بعض من يبرر ويطبل اليوم، هم أنفسهم الذين كانوا قبل سنوات يهاجمون التحكيم ويرسخون نظريات المؤامرة، ودعم اللجان، ويتحدثون عن الترتيبات خلف الأبواب المغلقة لأنها كانت تبعدهم عن المنافسة، رغم أن فريقهم كان يعيش البؤس في كل شيء. اليوم بعد أن تغير المشهد لم يعودوا قادرين على تجرع نفس الكأس، لأن المعادلة صارت تزعجهم من الجهة المقابلة. ولذلك أصبح عنوانهم العريض الآن: يحق للنصر ما لا يحق لغيره.
وفي النهاية نحن لا نرفض النجاح لأحد، ولا نستهدف أي ناد، بل نطالب فقط ببيئة تنافسية نزيهة وعادلة، لأن قيمة دورينا لا ترتفع إلا بتحكيم عادل، ومعايير لا تتحرك حسب لون القميص ولا اسم النادي ولا حجم الصوت، ولا حتى بوجود نجم عالمي مهما كان اسمه.
نقاط متفرقة
- من الحب ما قتل، تنطبق حرفيًا على كثير من الإعلاميين المحسوبين على إعلام النصر. فمع أن النصر خسر السوبر وخرج من كأس الملك، ما زال هناك من يعتقد أن تحقيقه للدوري مسألة وقت، رغم أن الفريق حتى الآن لم يختبر أمام فرق تكشف حجم قوته الحقيقية
كل ما نخشاه أن تعيش جماهيره هذا الوهم وتستيقظ على الحقيقة المرة. قليل من الواقعية لن يضر، فما زال الدوري في أوله.
- في اعتقادي أن سامي الجابر بالغ جدًا في تقييمه لتجربة إنزاغي مع الهلال، وذهب بعيدًا في الانتقادات رغم أن الفريق يحقق الانتصارات، وهذا هو الأهم بالنسبة للجماهير الهلالية.
رسالتنا للعزيز سامي: ما يهم الجمهور الهلالي هو استقرار الفريق وانتصاراته، وما عدا ذلك هو آخر اهتمامات الهلاليين. وفي آخر سطر من هذه الرسالة يقول من فضلك تعامل مع الموضوع باحترافية كما عهدناك.