رمضان جريدي العنزي
التفوق ليس في أن تُولد عاليًا، بل في أن ترتقي بنفسك من الصفرٍ إلى القمَّة، حتى تصبح اسماً لا يُنسى، وأثراً لا يمحى، التفوُّق ليس صوتًا يُطلق في فراغ، بل صدىً يولد من الجهد المضاعف، لا تنتظر أن يُعطيك أحد فرصة أو مكانًا، بل أنت من تصنع مكانك بنفسك، فالنهر يحفر مجراه في الصخر، والبذرة ترفض أن تُدفن طويلاً، بل تُشقُّ صخرة اليأس بجذورها لتصبح شجرة عظيمة لها ظلال وارفة، التفوُّق هو أن تكون الإنسان الذي يصنع البطولات المشرفة، والأعمال الجليلة، والأفعال النبيلة، حتى تصبح أسطورةً تُروى في مجالس الناس، واسماً مميزاً بين الأسماء الخالدة، أن التفوق من أسمى الغايات التي يسعى إليها الإنسان في حياته، فهو ثمرة الجهد والمثابرة، ودليل على الإرادة القوية والطموح العالي، المتفوق لا يرضى بالمستوى العادي، بل يسعى دائماَ إلى الأفضل، ويجعل من كل تحد خطوة نحو التقدم والتميز.
إنّ التفوّق لا يأتي صدفةً، بل هو نتيجة تخطيطٍ وعملٍ متواصل، فالشخص المتفوّق ينظّم وقته، ويضع أهدافاً واضحة يسعى لتحقيقها، ويواجه الصعوبات بعزيمةٍ لا تلين، وهو يدرك أنّ طريق النجاح قد يكون طويلاً، لكنّ نهايته مشرقة لكلّ من صبر وثابر، ولا يقتصر التفوّق على جانب محدد فقط، بل يشمل جميع مجالات الحياة، كالعمل، والعلاقات الإنسانية، فكلّ من يسعى لإتقان ما يقوم به، ويؤديه بإخلاص وإبداع، هو متفوّق بطريقته الخاصة.
إنّ المجتمعات لا تنهض إلا بأبنائها المتفوّقين، فهم الذين يرفعون اسم أوطانهم عالياً، ويساهمون في نهضتها وتقدّمها، لذلك، يجب علينا أن نزرع في نفوس أبنائنا حبّ العمل والطموح والمثابرة والتميّز، وأن نقدّر جهود كلّ من يسعى للنجاح بجدارة، إنّ التفوّق ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لمسيرةٍ جديدة من العطاء والإنجاز، فكلّ إنسان قادر على أن يكون متفوّقاً إذا امتلك الإرادة والصبر والعزيمة، واستمر في السعي دون يأس أو كلل أو ملل، مؤمناً بأنّ الجهد الصادق لا يضيع أبداً.
ان التفوق يجعل الإنسان سعيداَ، وفخوراَ بنفسه، ومتميزاَ في مجتمعه، ومقدراَ بينهم، لأنه طريق المجد والنجاح، وحتى الأمم لا تنهض إلا بأبنائها المتفوقين والمخلصين، أصحاب الطموح والعزائم والهمم.