إبراهيم بن يوسف المالك
لا يمكن لأي مؤسسة أن تحقق النجاح إذا تعاملت مع موظفيها كأنهم موارد مملوكة أو مجرد أدوات تشغيل. الحقيقة أن الموظف هو رأس المال البشري الحقيقي الذي يجب أن يُستثمر فيه، وكلما حصل على حقوقه كاملة وقُدّرت قيمته السوقية بشكل عادل ازداد استقراره النفسي والإنتاجي، وارتفع عطاؤه ليصب مباشرة في ربحية الشركة واستدامة أعمالها.
الموظف ليس شريكًا قانونيًا في ملكية الشركة، لكنه شريك فعلي في نجاحها. بل إن بعض الشركات العالمية الكبرى تجاوزت هذا المفهوم التقليدي، ومنحت موظفيها حصصًا من أسهمها، لتغرس فيهم شعورًا حقيقيًا بالانتماء والملكية. هذه الممارسات لم ترفع فقط ولاء الموظفين، بل حولتهم إلى داعمين حقيقيين لمسيرة الشركة وكأنها جزء من حياتهم الشخصية.
ومن هنا، يتضح أن الولاء لا يُشترى بالرواتب فقط، بل يُبنى من خلال الاحترام، العدالة، والتقدير. وقد أدركت العديد من المؤسسات العالمية هذا البعد، فأنشأت إدارات متخصصة تحت اسم التواصل الداخلي، مهمتها بناء علاقة مستمرة مع الموظف عبر رسائل وأنشطة وبرامج ترفع من انتمائه وتزيد من ولائه. وعندما يشعر الموظف أن صوته مسموع وأن قيمته حقيقية، يتحول من مجرد منفذ للمهام إلى عنصر أساسي في تحقيق الرؤية والأهداف.
الخلاصة، أن الموظف الذي يشعر بالأمان النفسي والحقوقي، ويحظى بالتقدير والتطوير، ليس مجرد موظف، بل هو استثمار طويل الأمد يُسهم في أرباح الشركة ويضمن استقرارها المستقبلي. فالموظف هو رأس المال الذي لا يُقدّر بثمن، وهو العنصر الذي يحدد قدرة المؤسسات على مواجهة التحديات وصناعة المستقبل بثبات.