أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ خابثه يُخابثه:
ورد هذا الفعل في حديث نبويّ شريف عند الدارقطني (4/ 218 ح 3353) وغيره، في الرجل الذي شهد على نفسه بالزنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال له: «مَنْ شُهَدَاؤُكَ على أَنَّكَ خَبَثْتَ بها؛ فإنَّها تُنْكِرُ أَنْ تَكونَ خابَثْتَها، فإنْ كانَ لك شُهَدَاءُ جَلَدْتُهَا، وإلَّا جَلَدْتُكَ حَدَّ الفِرْيَةِ».
وفي أثر عن عمر بن عبد العزيز وهو يَذْكُرُ الحَجّاج بن يوسُف: «لو خابَثَتْنا الأُمَمُ بالحَجّاجِ، فجاءَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بأَخْبَثِ مَنْ فيها، وجِئْنا بالحَجّاجِ لَخَبَثْناهُمْ وغَلَبْناهُمْ». قلت: قوله: خابثتنا معناه نافستنا في الخبث. وأقول: المعاجم تذكر الفعل الثلاثي (خَبَث بالمرأة خِبْثةً وخُبثةً فجَر بها) وتذكر المزيد (أخبثَ) (وتخابَثَ)، ولم يذكروا المزيد على وزن فاعلَ: (خابَثَ يخابث)، فليستدرك.
2/ خبثـه يخبثـه (مضعـف العين):
ورد في قول امرئ القيس، في رواية أبي عبيدة (أيام العرب قبل الإسلام ص 402) وفي رواية أبي محمد القاسم الأنباري (شرح المفضّليّات 436):
أَحَنْظَلَ لَوْ حامَيْتُمُ وكَرُمْتُمُ
لَأَثْنَيْتُ خَيْرًا صادِقًا ولَأَرْضانِ
ولكِنْ أَبى خِذْلانُكُمْ فَافْتَضَحْتُمُ
وخَبَّثُتُمُ مِنْ سَعْيِكُمْ كُلَّ إِحْسانِ
وورد هذا الفعل المضعّف في أثر عن ابن مسعود: «مَنْ كَسَبَ طَيِّبًا خَبَّثَهُ مَنْعُ الزَّكاةِ»، وورد عنه أنه قال: «وأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطانِ، فإيعَادٌ بالشَّرِّ، وتَكْذِيبٌ بالحَقِّ، وتَخْبِيثٌ بِالنَّفْسِ».
وفي حديث ابن عباس: «أنَّ امْرَأَةً جاءَتْ إلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِابنٍ لَها فَقَالَتْ: إنَّ ابْني هَذا به جُنُونٌ يأْخُذُهُ عند غَدائِنا وعَشائِنا فَيُخَبِّثُ علينا».
ومن استعمالات الفعل خَبَّث يقال: خبَّث فلان على فُلانٍ طعامَه، بمعنى: أَفْسَدَهُ عَلَيْهِ وأَذْهَبَ عَنْهُ رَغْبَتَهُ فيهِ. ومن شواهده: قول النعمان بن المنذر للربيع بن زياد العبسي في القصة المشهورة التي رواها أبو بكر الأنباري (الزاهر في معاني كلمات الناس 2/ 182): «أُفٍّ لهذا الطعام، لَقَدْ خَبَّثْتَ عَلَيَّ طَعامي».
قلت: في المعاجم: خَبَثَ وخَبُثَ وأخبَثَ وتخبّث وتخابثَ واستخبث، ولم تذكره خبّثَ يُخبّث، مضعّف العين، كما لم تذكر خابث المذكور في الفقرة الأولى، فليستدرك وذاك.
3/ الأشلع:
الأَشْلَع وصفٌ، سمّي به بعض الرجال، جاء في التاج في مادة (حبن) (34/ 396) «وحُبَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: لَقَبُ رَجُلٍ يقالُ لَهُ عَمْرُو بنُ الأَشْلع، أَحَدُ الأَشْراف». وله ذكر في المبسوط للسرخسي 1/ 107. وأراه لغة في الأَجْلَع، وهو الذي لا تَنْضَمُّ شفتاه على أسنانه، والجيم والشين يتعاقبان، تعاقبا سماعيا، كقولهم جَمَخَ بأنفه، وشمخ بأنفه، والإجاءة والإشاءة. فليستدرك الأشلع بمعنى الأجلع.