الهادي التليلي
كلما مر موسم من مواسم الرياض أشفقنا على العام القادم، وقلنا ماذا يمكن أن يضيف بعد هذا كم الهائل من الإبداع وهذا الحضور والتفاعل التاريخي، ومع ذلك يأتي عام آخر وموسم ترفيهي آخر ينسينا العام المنقضي ويعدنا بقادم أجمل.
موسم الترفيه هذا العام بنكهة خاصة وإبداع مختلف إنه قصة نجاح تنظيمي وتفاعلي في الشكل والمحتوى فالإبداع قارب رغبة الجمهور لدرجة اصبح فيها الجمهور جزء من مشهدية متكاملة، ترفيه بلا ضجيج، ترفيه يشبه أرضه وجمهوره، ويلبي حاجتهم ولا يصنع منهم جمهوراً مستهلكاً سلبياً، بل فواعل مشهدية تعطي الفعل الترفيهي ما يستحقه من ابداع وجمالية وحضور.
فعندما نتأمل الأرقام الفلكية من الحضور اليومي للفعاليات على مختلف أنسجتها نستشف اقترابا واتفاقا بين الباث والمتقبل فالأول لم يعد ذلك الذي يسكن برجه العاجي ولم يعد غريبا عن أرضية الفعل بل هو يشبه المتقبل ولا يختلف عنه إلى في لمساته الإبداعية المستلهمة من واقعه.
الاحتفال في حياتنا اليومية جزء من تركيبتنا فعز مواسم الجني هناك احتفال وعند نجاح أي من الأبناء أيضاً هذا احتفال وعندما يمر عام على مولد أي كان هناك احتفال
فاليومي مفعم بالفرح والاحتفال، نتيجة ما تقدمه قيادة البلاد فما بالك إذا تعلق الأمر بموسم فرح كامل بموقع الفرح في احتفال منتظم ومرتب.
في الحقيقة السعودية في ظل قيادتها الرشيدة تعبش أعراسها دائمة من الإنجازات والمكاسب على جميع الأصعدة وهو ما يجعل هذا الشعب من أكثر الشعوب استعداداً للسعادة ولعل المرتبة العالمية المشرفة في مؤشر السعادة يترجم كل هذا.
السعودية التي تنفرد عن كل العالم العربي بهيئة عامة للترفيه بمكانة وزارة وتاريخيا تأتي بعد كندا التي أسست في 1924 أول وزارة للترفيه وحتى فرنسا عندما خاضت هذه التجربة مع حكومة الجبهة الشعبية الاشتراكية سقط الترفيه بسقوطها وكندا بدورها لم تصمد وزارتها طويلا وفي العالم العربي لم تدم تجربة الإدارة العامة للترفيه التي أحدث في تونس نهاية التسعينات سوى بضعة أشهر.
الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية هي الكيان الرسمي الذي استطاع الصمود في العالم، بل حقق نجاحات مبهرة وكان فاعلاً تنموياً وحضارياً لفت انتباه القاصي والداني
المملكة العربية بلد الفرح الترفيهي الدائم حققت أرقاماً تجاوزت العواصم الكلاسيكية في مجالات صناعة الترفيه وحفزت الشباب لاستثمار في المجال وبنت قاعدة اقتصادية صلبا تستجيب لمتطلبات العصر وإكراهات الواقع.
عندما انطلقت الهيئة العامة للترفيه في 2016 كان الواقع وكانت البيئة الحاضنة تعتبر من التحديات لكن بفضل الإرادة السياسية وحكمة القيادة استطاع الترفيه أن يتحول من تجربة في المجتمع إلى محرك للتنمية في هذا المجتمع بل أصبحت الرياض تسمى عاصمة الترفيه العالمية وهذا لم يأت من فراغ بل بجهود وخطط إستراتيجية كانت الرؤية 2030 المجال النظري لها.
المدن الترفيهية العديدة والتي من أهمها البوليفارد بمختلف نسخها كانت نقطة جذب سياحي دولي وموفر لمجال السياحة الداخلية بكل قطاعاتها.
العالم يتحرك نحو المملكة العربية السعودية والمملكة العربية السعودية تصبح يوما بعد يوم مركز الإشعاع الأول لما فيها من أمن وأمان واستقرار وفخر من المواطن بقيادته، فاليوم الوطني ويوم التأسيس كلاهما أعراس ترفيهية ملهمة ومترجمة لحب وولاء للشعب نحو قيادته الرشيدة والأمر لا يحتاج لنجوم الطرب والغناء فالمواطن بسياراته وما تزين به من ألوان اليوم الوطن وأعلام المملكة يصنع كل عام فرجة جماعية لو يصرف غيرها من الأوطان مليارات لا يمكن يحقق روعتها وجمال التفاعل العفوي والمنظر البانورامي هو فرحة كبرى لا تتجاوزها أية فرحة وهو الترفيه بمعناه الأصيل.
ما يحدث في المملكة العربية السعودية درس عميق حري بجامعات العالم وأكاديميتها أن تدرسه ترفيه مؤسس وبناء يصنع الفرح وعلاقة بين الشعب وقيادته تنسج فرح الاحتفاليات العفوية المؤطرة بشكل لافت.
كل فئات المجتمع كانت مستهدفة بالجمال الترفيهي، وكل الفئات العمرية استفادت من هذه النجاحات ولا يوجد طرف مقصى من معادلة الترفيه السعودي.
إنه العرس الترفيهي الدائم وموسم الرياض تحول إلى موسم ترفيهي لا ينتهي في فكر ووجدان كافة فئات المجتمع وشرائحه إنه العرس الترفيهي الذي يصاحب الإنسان في وقت الفراغ ووقت العمل وبين مراحل العمل وحتى في بيته بل وحتى مع نفسه.