أ.د.عثمان بن صالح العامر
عندما راهن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على شباب وفتيات الوطن، وعوّل عليهم في تحقيق مستهدفات الرؤية 2030 بعث فيهم الهمم، وأوقد عندهم العزائم، وفتح أمامهم باب التفاؤل، وعزَّز الإيجابية في نفوسهم التواقة للمجد، المتطلعة لوضع بصمة إنجاز في جبين الوطن، فتسابق الشباب والفتيات من جميع مناطق المملكة على الجامعات الداخلية والخارجية، الحكومية والخاصة ينهلون من رحيق العلم الذي هو السلاح المضاء في مضمار السباق العالمي للوصول إلى سدة التميز الحقيقي في ميادين التنمية المختلفة، ومن ثم دخول بلادنا المملكة العربية السعودية نادي الكبار بقوة وعزيمة وإصرار.
وحتى تسهل قيادتنا الحكيمة الطريق أمام طلاب العلم وطالباته سخَّرت جميع الإمكانيات، وسهَّلت كل السبل الصحيحة أمام الراغبين في الالتحاق بالجامعات العربية والأجنبية فضلاً عن الوطنية، وأسندت مهمة متابعة طلاب الخارج للملحقيات الثقافية المنتشرة في جميع أصعاق العالم. والملحقية الثقافية في المملكة الأردنية الهاشمية أنموذج رائع للمؤسسات الحكومية السعودية في الخارج، تعكس التفاني والإخلاص في إنجاز كل ما من شأنه تسهيل حياة الطالب السعودي المغترب من أجل هدف عزيز. وحتى لا يكون حديثي عن هذا الصرح الوطني المتميز مجرد انطباع ذاتي لا يستند على دليل وبرهان، فقد كنت صبيحة الأحد قبل الماضي داخل مقر الملحقية والتقيت بجل العاملين الإداريين منهم والأكاديميون فوجدت فيهم الفهم التام لطبيعة أعمالهم، والتوجيه والإرشاد الكامل لكل من جاء لإنهاء إجراءات التحاقه بإحدى الجامعات الأردنية أو متابعاً لتقارير مسيرته الدراسية بكل مصداقية وشفافية وإخلاص. ليس هذا فحسب، بل هناك فريق مختار من منسوبي الملحقية يتنقل بين أروقة الجامعات الأردنية يتلمس حاجة الطالب السعودي، ويذلل العقبات التي قد تعترض طريقه وتعيق مسيرته الأكاديمية. ومع أن جامعة العقبة للتكنولوجيا تبعد عن العاصمة عمان مقر الملحقية الثقافية السعودية ما يزيد على الـ300 كم، إلا أن هذا الفريق الذي ضم رئيس الشؤون الدراسية سعادة الأستاذ: موسى الزهراني، ورئيس الشؤون الثقافية والعلاقات العامة والإعلام سعادة الأستاذة: ريم البرهومي، وعدد من الإدرايين والأكاديميين في الملحقية قطع كل هذه المسافة ليلتقي بالطلاب والطالبات في هذه الجامعة، الذين وفدوا من جميع مناطق المملكة العربية السعودية للدراسة في التخصصات النوعية المتميزة طبية كانت أو هندسية أو تقنية أو حقوقية أو إدارية أو تربوية وإنسانية.
وعلى منصة مسرح اللقاء رففت راية بلادنا العزيزة جنباً إلى جنب مع علم المملكة الأردنية الهاشمية. ولأهمية هذا البرنامج النوعي التي تنفذه الملحقية في هذه الجامعة فقد شرُف بحضور عطوفة رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا الأستاذ الدكتور: محمد الوشاح الذي ألقى في البداية كلمة ترحيبية ضافية وشاملة أكد فيها حرص الجامعة على تهيئة بيئة أكاديمية محفزة للطلبة السعوديين، وتقديم التسهيلات اللازمة لضمان نجاحهم وتميزهم الأكاديمي. كما حضر هذه المناسبة العلمية عمداء الكليات ورؤساء الأقسام وبقية أعضاء هيئة التدريس، وهذا ينم عن الثقل الحقيقي للطالب السعودي، والمنزلة العالية التي تتسنمها الملحقية السعودية في الأردن.
الجميل في هذا اللقاء الذي هو بمثابة (ورشة عمل) أنه بعد أن تم التعريف بنظام سفير (2)، وخطوات التقدبم على مكافأة التميز ومعاييرها وضوابطها المعتمدة من قبل مقام وزارة التعليم، اختتم بجلسة تفاعلية مفتوحة خُصصت لاستقبال استفسارات الطلبة والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بالنظام والإجراءات الأكاديمية المختلفة، بهدف تعزيز الوعي بالخدمات الإلكترونية وتسهيل تواصل الطلبة مع الملحقية الثقافية.
شكراً لقيادتنا الحكيمة المحنكة التي تضع مصلحة المواطن نصب عينيها دائماً، شكراً لرجال الوطن المخلصين المتفانين من أجل تقديم ما في وسعهم من أجل مستقبل أفضل وغد وطني أجمل كل في موقعه وحسب المهمة المنوطة به، شكراً للملحقية الثقافية السعودية في المملكة الأردنية الهاشمية على جهودها المتميزة من أجل المشاركة في إيجاد ثروة علمية ثرية تتمثَّل فيمن سيتخرجون من الجامعات هناك، شكراً للقائمين على جامعة العقبة على ما وجد من رعاية وحفاوة واهتمام بالطالب والطالبة السعوديين، ودمت عزيزاً يا وطني.
وإلى لقاء، والسلام.