عبد الله الصالح الرشيد
منذ صغري ومن أيام شبابي المبكر وحتى الآن وأنا أعيش ذكرى سيرة والدي الغالي الحبيب إلى قلبي صالح الناصر العبد الله الرشيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وأحاول ما استطعت الاقتباس من هذه السيرة العطرة الحافلة بجلائل الأعمال يا لها من سيرة مشرفة.
حيث أمضى بواكير حياته بخدمة والده الوجيه جدي ناصر العبدالله الرشيد، وامتهن التجارة والسفر لطلب الرزق، وكان ذلك فاتحة خير وبركة..
وبدأ باختيار رفاق درب من أبناء مسقط رأسه الرس ووفق إلى نخبة منهم وبدأ مشوار حياته بالسفر إلى كبريات مدن المملكة الشهيرة بالتجارة والتصدير قبل ثمانين عاما في المقدمة مكة المكرمة والمدينة المنورة والأحساء وحائل والجوف وغيرها يسانده ويشد عضده في رحلاته التجارية وطلب الرزق في داخل المملكة، ومن ثم خارجها، كوكبة من أنداده ونظرائه من أهل الرس تجمعهم رابطة المحبة والثقة والتواصل من أجل جلب أنواع التجارة، حيث ظل يشد الرحال كل عام إلى العراق وبلدان الشام سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وتبع ذلك سفره بوسائل النقل الحديثة سيارات النقل والشحن الكبيرة إلى مصر عن طريق قناة السويس حتى وصل غربا مع رفاق دربه إلى ضاحية ميت عقبة في القاهرة وعادوا إلى المملكة عن طريق سيناء ومدينة العقبة بما يحملونه من صنوف التجارة والبضائع المطلوبة، وهكذا حتى تطورت وسائل النقل بالترحيل الميسر.
وبعد جهاد وكفاح طويل والتقدم بالعمر تفرغ رحمه الله إلى مزاولة التجارة والاستيراد من داخل المملكة والبقاء بجانب عائلته ومساندة والده والتفرغ لواجبات إنسانية مع محيطه حيث يقوم بمساندة المزارعين بالتقسيط الميسر لشراء ماكينات الزراعة المتطورة، وتشجيعهم بفترات سماح وإعفاء الكثيرين ممن يتعذر عليهم تسديد القروض والسلف، فاستحق دعاءهم رحمهم الله جميعا وختم حياتهم بالصالحات من الأعمال..
وهنا أختم خاطرتي برسالة إلى والدي وأقول:
كنتَ تاجرًا، لكن تجارتك الحقيقية كانت في الأخلاق.
كنتَ أبًا، لكن وجودك كان وطنًا.
وقد رحلت، لكن ذكراك باقية في كل زاوية من حياتي...
نسأل الله أن يجعل قبرك نورًا، ورصيد حسناتك جاريًا لا ينقطع، وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته..
ورحمك الله بقدر ما أحببتنا، وبقدر ما افتقدناك، وبقدر ما تركت في أرواحنا من نور لا يبهت.
ستظل في الذكرى حياة، وفي القلب وطناً لا يزول..
والله ولي التوفيق.. وإلى اللقاء
** **
الرياض - القصيم - محافظة الرس