أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ الخناشير: الدواهي:
الخناشير والخناثير: الدواهي، واحدها خِنْشِير، وتجمع -أيضًا- على خَناشرة. وأقدم نصّ رأيت فيه الخناشير جاء في غريب الحديث (3/ 689) لابن قتيبة، قال: «خناثير: دواهٍ، وخناشير أَيْضًا».
وقال ابن منظور في اللسان في مادة (خنثر): «الخَنْثَرُ والخَنَثِرُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: الشَّيْءُ الخَسِيسُ يَبْقَى من مَتَع القَوم في الدَّار إذا تَحَمَّلُوا. ابن الأَعرابي: الخَناشِير والخَناثير الدَّوَاهِي، وقال في موضعٍ آخَرَ: الخَنَاثِيرُ قُماشُ البَيْتِ». ولم يذكر ابن منظور (الخناشير) في جذرها.
وللخناشير معنى آخر، وهم الذين يتبعون الجنازة نقله ابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 204 وينظر: مختصر تاريخ دمشق 16/ 38) في قول عُبيد بن شَرِيّة الجُرْهُميّ:
وذاكَ آخِرُ عهدٍ من أَخِيكَ إذا
ما المَرْءُ ضَمَّنَه اللَّحْدُ الخناشيرُ
«الواحد: خِنْشِير والجمع خناشير، ويقال: الخناشرة، وهم الذين يتبعون الجنازة».
ولم تذكر المعاجم لفظ الخناشير في مادتها، وذكرها ابن منظور عرضا في مادة (خنثر) كما تقدم، بمعنى الدواهي، وذكرها عرضا في مادة (قلح) كل من الفيروزي في القاموس والزَّبيدي في التاج، ولكنها عندهما اسم من أسماء الناس، فلتستدرك لفظة الخناشير في جذرها وترصد فيه معانيها التي نقلتها.
2/ غُيُوض مصدر غاض:
هذا المصدر لم تذكره المعاجم، وجاء في كتب التفسير، كتفسير الطبري وغيره. قال الطبري (ت شاكر 15/ 337) عند قوله تعالى (وغِيض الماء): «حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: (وغيض الماء)، والغُيوض ذهاب الماء». وقال الثعلبي (ت 427هـ): في تفسيره (14/ 371 ت صلاح باعثمان وصاحبيه، الناشر دار التفسير بجدة): «وغِيضَ الماءُ فذهب ونقص، ومصدره الغَيْض والغُيًوض». فليستدرك هذا المصدر ويرصد في موضعه.
3/ المحُونة: العار والتباعة:
قال أبو عمرو الشيباني في الجيم (3/ 255): الـمَحُوَنة: العَارُ، والتَّباعَة. وقال مُليْح:
وحُبُّ ليلى ولا تَخْشى مَحُونَتَه
صَدْعٌ لنَفْسِك ممَّا ليسَ يُنْتَقَدُ
ونقله السكري في شرح أشعار الهذليين 3/ 1016 وابن جني في التمام (تحقيق أحمد علام ص 566) قال ابن جني: «مَحُونة: فَعُولة من المِحنة؛ لأن العار من أشدّ المحن، ويجوز أن تكون مَفْعُلة من الحين». ونقل المعنى الصغاني في الشوارد 51 تحقيق مهدي علام.
وأوردتْ بعض المعاجم الـمَحُونة، ولكن معناها مختلف، ففي المحيط للصاحب في مادة (محن): «الـمُحُوْنَةُ: الـمَحْقُ والبَخْسُ»، ومثله في القاموس والتاج في مادة محن، ولم يذكروا المعنى الذي ذكره الشيباني والسكري وابن جني والصغاني، وهو معنى دقيق يختلف عن المحق والبخس. فليستدرك.