أ.د.عثمان بن صالح العامر
برعاية كريمة من لدن مقام صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، ومعالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل وأصحاب الفضيلة والسعادة مديري الدوائر الحكومية في المنطقة ورجال الأعمال وعدد من وجهاء المنطقة والأعيان تم افتتاح (مستشفى حائل العام) في مقره الجديد، وهذا الحدث الصحي المفصلي في تاريخ المنطقة عاد بأهالي المنطقة خاصة الكبار منهم إلى تاريخ هذا المستشفى منذ تم تشييده مطلع سبعينيات القرن الهجري المنصرم، وحتى الرحيل عنه الأحد الماضي، 30 من شهر نوفمبر 2025م.. مر بهم طيف جلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية - رحمه الله- وهو يفتتح المستشفى، عام 1377هـ، إبان زيارته للمنطقة في ذلك التاريخ.. ذكروا بخير المقاول الذي بنى هذا الصرح الطبي الشامخ الذي ظل طوال هذه السنوات يقدم الخدمات الطبية لقاطني هذا الجزء من الوطن العزيز.. تذكروا في استراحاتهم وجلساتهم الخاصة الأطباء الذين عملوا تحت سقف هذا المبنى ما يزيد على السبعين عاما، ولذا فمن المجزوم به إن هذا المستشفى يعد في الذاكرة الحائلية شاهداً على تفاصيل الحياة الصحية التي عاشها الإنسان الحائلي، ارشيفه والملفات التي في مخازنه تكشف لك عن الأمراض التي مرت، والأوجاع التي استشرت، والسنوات التي طويت من الذاكرة الجمعية ولكنها ظلت محفوظة في ملفات المرضى وبتوقيع أطباء وإداريين كانوا هنا يوماً ما.
إننا حين نحتفل في هذه المناسبة نغلق -بإذن الله- الملف الصحي في المنطقة بعد أن كان من الملفات الساخنة، بل ربما كان أشدها إيلاماً وأكثرها إقلاقاً للمسئولين في المنطقة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي أميرها وسمو نائبه، واليوم هو يوم الشكر والثناء لكل من كان له يد في إغلاق هذا الملف، وأحقهم بالشكر بعد شكر الله عز وجل قيادتنا الحكيمة التي تولي المواطن جل اهتمامها وعظيم رعايتها، والشكر موصول لصاحب السمو أميرنا المحبوب وسمو نائبه اللذين يتابعان بدقة متناهية واحترافية عالية مشاريعنا التنموية خاصة الصحية منها..
شكراً أصحاب المعالي وزراء الصحة السابقين (الدكتور حمد بن عبدالله المانع الذي وقع إنشاء هذا المستشفى عام 2005م، والدكتور توفيق بن فواز الربيعة الذي كان هذا المشروع يشغل باله، و أولاه جل اهتمامه، و كان له الأولية في وقته) والشكر موصول لمعالي وزير الصحة الحالي والفريق الذي معه وتحت إدارته، وبطاقة شكر خاصة لأبناء المنطقة الأوفياء الذين كانوا محل الثقة والاعتزاز، والفخر والامتنان، سعادة المهندس عبدالله بن إبراهيم الرخيص، رئيس المجلس التأسيسي للقطاع الشمالي الصحي، وسعادة المهندس حاتم بن محمد الرشدان، الرئيس التنفيذي لتجمع حائل الصحي، والأستاذ سلطان بن ناصر المسيعيد؛ مدير عام فرع وزارة الصحة بحائل، وفي معيتهم ومعهم جنباً إلى جنب كل المخلصين والمخلصات الذين نذروا أنفسهم من أجل صحة أفضل، وغدٍ أجمل في هذا الجزء من الوطن العزيز المملكة العربية السعودية، وكم تمنيت أن ينال هذا الصرح الطبي المتميز شرف تسميته باسم (مستشفى الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز بحائل) نظير تفاني أميرنا المحبوب في رفع كفاءة القطاعات التنموية الحائلية عموما والطبي منها على وجه الخصوص، واهتمامه الكبير بصحة إنسان حائل والمقيم فيها والزائر لها، وجهوده المبذولة ليرى هذا المستشفى النور بعد 20 سنة من التعثر.
ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء، والسلام.