أ.د.عثمان بن صالح العامر
أسعدنا نحن (الحائليين) تصريح معالي وزير الصحة المهندس فهد بن عبد الرحمن الجلاجل، بأن منطقتنا تتصدر مناطق المملكة جميعاً في متوسط العمر المتوقع، حيث وصل متوسط أعمارنا 83,5 عاماً متجاوزاً المعدل الوطني المقدر بـ79,7، وأرجع ذلك وفقه الله إلى جودة الخدمات الصحية التي يقدمها تجمع حائل الصحي وتكاتف وتكامل الجهود التنموية بين القطاعات المختلفة في المنطقة من جهة والتجمع الصحي في حائل من جهة أخرى، وذلك سعياً لتحقيق (جودة الحياة) والذي يعد هدفاً عزيزاً من أهداف رؤية المملكة 2030، إضافة إلى البرامج والأنشطة التي تعزز السلوك الصحي لدى المواطن، تلك المبادرات النوعية التي شارك فيها سمو أمير المنطقة وسمو نائبه فكانوا قدوة ومثالاً يحتذى به من قبل الآخرين.
وترتكز المعايير والمؤشرات التي أظهرت هذا الرقم المرتفع حتى عالمياً في العمر البشري الحالي على النهج العلمي والتطبيقي الذي نفذه تجمع حائل الصحي من خلال نموذج (الرعاية الصحي السعودي)، فتميز منطقة حائل على المستوى الوطني هو في حقيقته انعكاس لجودة الخدمات الصحية فيها، إذ دأب الاطباء والممارسون الصحيون إلى تطبيق الخطط السكانية والعلاجية من خلال ما يُسمى مسارات تطبيق نموذج الرعاية الصحي السعودي والتي تجاوزت 40 مساراً انتظمت كافة التخصصات الطبية وتعزير أنماط الحياة الصحية مما ساهم في تحقيق منطقة حائل المركز الأول على المستوى الوطني.
أحد مؤشرات تحسن الخدمات الصحية الحائلية افتتاح عشرات المسارات والتخصصات الطبية والمراكز التخصصية مثل مركز الأمير عبدالعزيز بن سعد للقلب في مستشفى الملك سلمان التخصصي في مدينة حائل، والذي تُجرى به أعقد العمليات بطريقة متكاملة ومتقدمة باستخدام الروبوت والتقنيات المتطورة، ومركز حائل للأورام الذي يقدم معظم الخدمات الطبية والعلاجية بما في ذلك جرعات الكيماوي والتي يقدمها للمرضى في منازلهم وغيرها من المراكز والخدمات الطبية الشاملة في مدن ومحافظات وقرى منطقة حائل.
ومن المؤشرات التي ساهمت بتقدم جودة الحياة زيادة عدد الأطباء الاستشاريين حيث ارتفع عددهم من 28 استشاريا عند تأسيس تجمع حائل الصحي إلى ما يفوق 520 استشاريا هذا العام، وهي زيادة كبيرة في كل المقاييس تدل على حرص وحكمة وجدارة مجلس إدارة تجمع حائل وإدارته التنفيذية على تطوير رأس المال البشري وتوفير بيئة عمل جاذبة تقوم على الابتكار والكفاءة.
إنني في الوقت الذي أتفق فيه مع صاحب المعالي فيما ذهب إليه من أن هذه النتيجة لم تأت بين عشية وضحاها بل هي نتيجة عمل تنموي جبار ومدروس أنجز خلال السنوات القليلة الماضية، يقوده بكل احترافية واقتدار، ومتابعة دؤبة، وتحفيز وتشجيع مستمر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير المنطقة، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائب الأمير، ويعمل رئيس مجلس إدارة شركة رئيس مجلس إدارة شركة الصحة القابضة والتجمعات الصحية الشمال المهندس عبدالله بن إبراهيم الرخيص وفريقه التنفيذي على تطوير الخدمات الصحية والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والمراكز المتخصصة ومسارات الأمراض مما ساهم بتخفيض الحالات الطبية إلى مدينة الرياض بنسبة 80 % وانخفاض الوفيات بسبب الأمراض المزمنة بنسبة 60 % حتى اصبحت حائل من أقل مناطق المملكة في وفيات الأمراض المزمنة.
ومع اتفاقي مع كل ماورد أعلاه إلا أنني أستاذن معالية إضافة بعد آخر، ربما كان غائباً عنه وفقه الله لحظة ارتجاله التصريح ألا وهو (طبيعة إنسان المنطقة)، إذ إن ما يتمتع به الحائلي من صفات وسمات، وما يتمثله من قيم وسلوكيات تجعله مرتاح الضمير، هادئ النفس، مطمئن البال، فالقناعة هي ديدنه، والتواصل والتلاحم والتعاطف والتكاتف هي اخلاقه، وكم هي المنزلة العالية التي يحتلها الواجب الاجتماعي في قاموس الحائليين، ولذلك يشعر كل منا بالدفء المجتمعي الذي يتجاوز حدود الانتماءات التي قد يظن البعض أنها عائق أمام مد جسور التواصل مع الأخرين.فضلاً عن طبيعة المنطقة وبيئتها وجغرافيتها واتساع أفقها وروعة مكانها وجاذبية مناخها وانسيابية تضاريسها، وقل ما شئت عن جمالية المكان وأنسه وشاعريته.
والشيء الذي يستحق المرور عليه هنا باعتباره من بين الأسباب متى ما سلمنا بدقة النسبة وضمان استمراريتها سهولة حياة الحائلي وميله للنزهة وطلعات البر، فللجيران طلعة، ولزملاء الوظيفة طلعة، وللأصدقاء والشباب طلعة، وربما أكثر من ذلك في أيام اسبوع جميعاً، أما عند المساء فالاستراحات التي هي محل الفضفضة والاسترخاء، ومع ذلك فإن هذا الموضوع الذي أشعل فتيله معالي الوزير حري بالدراسة الميداينة وجدير بأن ينبري له فريق متخصص لتعزيز هذا الرقم، وفي ذات الوقت جعل متوسط العمر الافتراضي يتوافق مع العمر الصحي، والذي يعكسه غالباً (التحويلات الطبية للمستشفيات الأم في المملكة، وكذا الرضا المجتمعي عمّا يقدم من خدمات) وهذا ما بذله ويذله القائمون على القطاع الصحي في المنطقة في ظل توجيهات قيادتنا الحكيمة، وعلى ضوء رؤية المملكة 2030، وبمتابعة حثيثه من قبل أمير المحبوب وسمو نائبه، ودعم مادي ومعنوي من معالي وزير الصحة والفريق الوزاري المعني بشؤون المناطق، ودام عزك يا وطن، وإلى لقاء، والسلام..