أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ قادم بمعنى قديم:
جاء ذلك في بعض الشعر القديم في ديوان الهذليين (شرح أشعار الهذليين 2/ 601) في قول قيس بن عَيزارة الهذلي:
ولا يملكُ الإنسانُ شيئًا لنفسِهِ
ولا لأخيهِ من حديثٍ وقادمِ
(شرح أشعار الهذليين 2/ 601) قال المحقق: «في نسخة أمام (قادمِ): قديم، تفسيرا لها. وقادم مما لم تذكره كتب اللغة، ولكن وجده الأستاذ محمود شاكر في شعر جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار وشرحه هناك». انتهى.
قلت: يشير على بيت من قصيدة لمصعب بن عبد الله بن مصعب (جمهرة نسب قريش 1/ 244 تعليق رقم 5) يذكر طرفيه، ويفتخر بمن ولده من قريش، وهو قوله:
يتناسخونَ أثيِلَ مجْدٍ قادِمٍ
وحديثَ مَجْدٍ ليسَ بالمُتردِّدِ
فعلّق عليه محمود شاكر بقوله: «الأثيل والمؤثّل الذي له أصل قديم ثابت، وقادم هنا بمعنى قديم، ولم تثبته معاجم اللغة، وهو غريب؛ لأن الفعل منه قَدُم، بفتح فضم، ولا يأتي منه (فاعل) ولكنه بناه على ضده، حدث الشيء فهو حادث وحديث، ولكن الفعل منه بفتح الحاء والدال، أو كأنه بناه على فاعل للنسب، أي ذو قِدَم».
2/ الأسْلُ أو الأسَل مصدر أَسُل يأسُل:
قال الأخفش الأصغر في (الاختيارين ص 4) عند قول طُفيل بن عوف:
أسيلة مجرى الدمع خُمْصانةُ الحَشَى
«أسيلة: أي سهلة الخدّين، يقال: أَسُلَ يأسُلُ أَسْلا وأَسالة». وضبطه المحقق فخر الدين قباوة بسكون السين: أسْل.
وجاء في (اللامع العزيزي 2/ 1294 بتحقيق عبدالله الفلاح قول المعري) قوله:
«يُقالُ: خَدٌّ أَسِيلٌ؛ بَيِّنُ الأَسالة والأَسَل، وإنّما يُرادُ سُهُولَتُهُ، ومن ذلك قِيلَ للرِّماح: أَسَلٌ. والأسَل -أيضا- نبتُ تُعمل منه الحُصُر». وضبطه المحقق بفتح السين: الأسَل.
قلت: اقتصرت المعاجم القديمة على المصدر أسالة، أما (أَسْلٌ) أو (أَسَلٌ) فلم يرد فيها، إلا في الاختيارين واللامع العزيزي، وأوّل من وقفت له على نصّ بتصريف أسِل يأسَل أسَلًا هو البستاني في محيط المحيط. ولكن الذي في المعاجم من هذا اللفظ الاسمُ وليس المصدر، قال ابن عبّاد في المحيط: «الأسَلُ: نَبَاتٌ له أغصانٌ كثيرةٌ دِقاقٌ؛ لا وَرَقَ له؛ الواحدةُ أَسَلَةٌ، وسُمِّيَ القَنا أسَلاً تَشبيهًا بطُوله واستوائه».