فؤاد بن عبدالله الحمد
لم تعد طوابير التقنية أمام أبل وقوقل مجرد ظاهرة عابرة؛ أصبحت عرضًا سنويًا للانبهار الجماعي. لون برتقالي جديد لأحد الجوالات الفاخرة، كافٍ لاندفاع جمهور كامل، وكأن الهاتف يحمل «مفتاح السعادة». ثم تدخل قوقل على الخط بنانو Banana Pro بتقنياتها في التجسيد التصويري (Photonic Embodiment)، لتضيف إلى المشهد صوت «فرقعة موزة» خفيفة لا تُسمع.. لكنها تُشترى!
ورغم القفزة التقنية الهائلة، يكشف تقرير «Statista 2025» أن 72% من مستخدمي هواتف الفئة العليا ينحصر استخدامهم في التمرير والتصوير والقصص القصيرة، بينما لا يستفيد سوى 8% من قدرات الذكاء الاصطناعي، المعالجات العصبية، والبيئات الإنتاجية المدمجة في هذه الأجهزة.
نهضة تقنية غير مسبوقة.. واستخدام بشري يقف عند «فلتر اللمعة».
تقنيات مثل التجسيد التصويري النانوي - التي يمكن أن تغيّر التعليم والتجارة والطب - تُستخدم لتصوير مطعم «داخل موزة».
وأجهزة تملك قوة حوسبة تكفي لإدارة مشروع تجاري.. تتحول إلى مجرد رمز للظهور على السناب.
الهاتف شركة صغيرة متنقلة؛ يمكنه إنتاج محتوى، تحليل بيانات، إدارة مشاريع، وتعلّم مهارات يومية. نصف ساعة يوميًا تكفي لرفع مستوى الاستخدام من استهلاك إلى إنتاج.
الانبهار جميل.. لكن المشكلة حين يتحوّل إلى انصهار كامل داخل موجة التقليد.
هل نشتري التقنية لإمكاناتها؟
أم لحداثة لونها؟
السؤال الأخير يبقى مفتوحًا:
هل نريد أن نكون جزءًا من الضجيج.. أم جزءًا من المستقبل؟