الهادي التليلي
ليس المقصود هنا الحديث عن شارع خالد بن الوليد في الرياض طبعاً، ولا عن تحقق عرافة إحدى المنجمات، ولا حتى وجود شخص يحمل نفس الاسم، إنه عمل سينمائي عملاق سيسجل في تاريخ الزمن الآتي والهيئة العامة الترفيه بالشراكة مع صلة، وتحديداً في استوديوهات الحصن بيغ تائم والقدية، وقد انطلق العمل حثيثا منذ سنة وفيه استعادة البيئة البصرية بكامل تفاصيلها الاحترافية.
ووقوفاً على ما وصلت إليه فرق العمل الضخمة قام معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة بزيارة متابعة لإنتاج العناصر البصرية للعمل والذي تشترك في إنجازه كفاءات سعودية وغيرها على حد السواء.
الشريط السينمائي الضخم جدا «معركة اليرموك.. خالد بن الوليد» سيكون حدثاً فارقاً في تاريخ السينما السعودية والعربية والعالمية، حيث سينضم إلى الأعمال الخالدة والتي تشتغل على الواقع التاريخيّ لإنجاز أعمال سينمائية ضخمة.
والهيئة العامة للترفيه وهي تعيد إحياء سيرة القائد خالد بن الوليد تحاول إنصاف الذاكرة الجماعية وفق مقاربة جمالية تستدعي الماضي وتبني به حداثة سينمائية مختلفة.
في الحقيقة محاولات الإحاطة السينمائية بشخصية خالد بن الوليد عديدة لعل أهمها سنة 1958 بطولة حسين صدقي ومريم فخرالدين وعمر الحريري ومديحة يسري، وغيرهم والذي تسبب في إفلاس منتجه، وفرضت على المخرج حسين صدقي بسبب الوضعية المالية التسرع في إنهائه فكان ولادة مشوهة لتاريخ عظيم.
كما كانت هناك مسلسلات حاولت استعادت هذه المعركة سنة 1974 العمل التونسي خالد ابن الوليد اخراج عبد الرزاق الحمامي، والنص للكاتب الراحل محمد العروسي المطوي وهي مقاربة كانت أيضا مختنقة بحكم ضيق الأفق المالي لإنجاحه وعدم الوفاء للبيئة البصرية الأم..
المقاربة الثانية كانت سنة 2006 للمخرج السوري محمد عزيزية وكتبه عبد الكريم ناصيف وبطولة باسم ياخور وسوزان نجم الدين، وعلى قيمتها لم تحقق أهدافها.
معركة اليرموك والتي كان بطلها سيف الله المسلول تعد حدثاً بارزاً فالعالم وتاريخ العالم الإسلامي بوجه عام والشرق الأوسط بوجه أخص حيث كانت إيذانًا بسقوط بلاد الروم بالشام وحلت محلها الخلافة الإسلامية.
عمق المعنى وعظمة اللحظة التاريخية والاحترافية التي عودتنا بها الهيئة العامة للترفيه وعلى رأسها معالي المستشار تركي آل الشيخ تجعل من عمل خالد بن الوليد لحظة استعادة لشخصية تاريخيّة فريدة وهذه المرة سيكون الإنتاج في المملكة العربية السعودية بكفاءات سعودية في مجملها وترجمة لإرادة المملكة وقيادتها في العناية بالتاريخ المجيد وبناء سينما سعودية تنبني على القيم النبيلة.