د.عبدالعزيز الجار الله
افتتح متحف البحر الأحمر أبوابه يوم السبت 6 ديسمبر 2025، في قلب جدة التاريخية، أحد المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو)، ليكون صرحًا ثقافيًا ومعرفيًا ووجهة عالمية تُجسِّد رؤية المملكة في صون الإرث الثقافي والطبيعي للبحر الأحمر، وتعزِّز حضوره العالمي عبر معارض وبرامج تُعرِّف بقيمه الإنسانية وتاريخه.
وقد مر في مراحل هي:
* في عام 2014، تم تسجيل منطقة جدة التاريخية كثالث موقع تراث عالمي بالمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو.
* عام 2018 أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتأُسيس برنامج جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة بهدف إدارة وتنمية منطقة جدة التاريخية والحفاظ على تراثها.
* في 2021 أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية لاستثمار عناصرها الثقافية للمساهمة في النمو الاقتصادي وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 .
* تمتد جدة التاريخية على طول ميناء جدة الإسلامي، الذي كان لقرون مركزًا لاستقبال الحجاج القادمين بحرًا والبضائع التي كانت تجلب عبر طريق التجارة بالمحيط الهندي. تحتوي جدة التاريخية القديمة على تسعة أبواب، وكانت محاطة بسور عرف بأنه حمى المدينة من حصار البرتغال في عام 1517 ميلادي.
متحف البحر الأحمر:
* يقع المتحف داخل مبنى باب البنط التاريخي عند التقاء البرّ بالبحر، والذي أُعيد ترميمه وفق معايير الاستدامة البيئية في ترميم المباني التراثية، ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، للنهوض بالبُنى التحتية للقطاعات الثقافية وتعزيز حضورها الحضري المستدام، وليحافظ مبنى باب البنط على روحه المعمارية ويستعيد دوره بوصفه بوابة جدة الأولى إلى العالم عبر قرن مضى، واليوم يعود معلمًا ثقافيًا يربط الماضي بالحاضر ويُبرز جدة التاريخية جسرًا بين الثقافات على سواحل البحر الأحمر.
* وتضم المعارض الدائمة في المتحف أكثر من ألف قطعة أثرية وفنية تُعرض من خلال سبعة محاور في ثلاثٍ وعشرين قاعة، تُقدَّم بأسلوب معاصر يدمج السرد التاريخي بالتجربة التفاعلية، ويربط بين الإنسان والبحر عبر الزمن.
* يستعرض المتحف في محاوره تاريخ مبنى باب البنط وتحولاته، وأصول البحر الأحمر ودلالاته الثقافية، وأدوات الملاحة والخرائط التي استخدمها البحَّارة والمسافرون.
* الأعمال الفنية تعكس حضارات المنطقة وجعلت من البحر الأحمر مصدرًا للإبداع والتبادل الثقافي.
* يحتضن المتحف مجموعة واسعة من القطع الأثرية والمقتنيات التاريخية النادرة، تشمل الخزف الصيني، ومباخر العود، والمرجان، والحُلي، وأدوات الملاحة والخرائط والمخطوطات والصور النادرة.
* وأعمالاً فنية حديثة ومعاصرة لفنانين سعوديين ودوليين، في حوار بصري يعيد وصل الماضي بالحاضر ضمن سردية البحر الأحمر.
* يقدِّم المتحف برنامجًا عامًا يشمل ورش العمل والدورات التدريبية والحوارات المفتوحة والندوات، تتنوَّع بين تدريب الحرفيين ضمن مبادرة «صُنع في البحر الأحمر»، ومشاريع فنية مستدامة مثل «فن البحر الأحمر».
* وعروض موسيقية تحتفي بتراث المنطقة منها «موسيقى البحر الأحمر».