د.نايف الحمد
على وقع قرعة كأس العالم، بدأت معركة المونديال تقرع طبولها، وأخذت المنتخبات المشاركة في هذه التظاهرة العالمية الأضخم في تاريخ كرة القدم بالاستعداد والتحضير للمرحلة الأهم قبل خوض معترك البطولة الكبرى.
انطباعات ومشاعر متباينة بين التفاؤل والحذر طغت على ردود أفعال المسؤولين المشاركين في البطولة العالمية، إلى جانب شغف وحماس لدى الإعلام والجماهير في محاولة لقراءة حدث لن يفصح عنه سوى عطاء اللاعبين في الساحات الخضراء؛ لتبقى القراءات والتوقعات مجرد مؤشرات نظرية وتقديرات فنية لعالم مليء بالمفاجآت والمتغيرات.
وبينما الصقور الخضر تحلّق في سماء الدوحة في مشاركتها العربية الجسورة، ظهرت نتيجة قرعة المنتخب السعودي بحضور مدرب الفريق السيد رينارد الذي بدا عليه الاطمئنان على المنتخب وهو يخوض مباراته الثانية أمام جزر القمر بقيادة مساعده. وقد فرضت هذه القرعة مواجهة كبيرة لمنتخبنا أمام أحد أفضل منتخبات العالم وبطل أوروبا «الماتادور» الإسباني، إضافة إلى الفريق اللاتيني العريق الذي سبق له تحقيق لقب البطولة في مناسبتين «منتخب الأوروغواي»، وثالثهما المنتخب الإفريقي الصاعد الرأس الأخضر، في مجموعة قوية يحتاج فيها المنتخب إلى إستراتيجية خاصة للتعامل مع المباريات الثلاث من أجل التأهل للدور التالي.
خاصة أن نظام البطولة يسمح بمرور الأول والثاني من المجموعات الـ 12، إضافة إلى أفضل 8 منتخبات حاصلة على المركز الثالث؛ ما يعني وجود فرصة كبيرة لمنتخبنا البطل في التأهل وتكرار إنجاز كأس العالم 94 الذي أقيم على نفس الأرض في الولايات المتحدة الأمريكية.
نقطة آخر السطر
الأخضر السعودي، ومنذ عودة السيد رينارد، بدأ يتصاعد تدريجيًا في مستواه، وأخذت هويته الفنية تتشكل بعد فترة عصيبة مرّ بها. وقد لاحظنا أداءه المميز في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم، وكذلك في مواجهتيه في البطولة العربية الحالية اللتين صعد من خلالهما لدور الـ 8 كأول فريق عربي، وبأداء مقنع بقيادة نجمه الأسطوري سالم الدوسري الذي نجح في المساهمة في خمسة أهداف هي كل حصيلة المنتخب في المواجهتين؛ بصناعته لأربعة أهداف وتسجيله هدفًا عالميًا بمجهود فردي خرافي في شباك الفريق المجتهد جزر القمر.
أمام الصقور الخضر ثلاث مواجهات إقصائية قبل تحقيق الكأس العربية التي تنتظرها جماهير الأخضر، ونجومنا قادرون - بإذن الله - على فرض قيمة ومكانة واسم المنتخب السعودي في هذا التجمع العربي الكبير في دوحة الخير على أرض قطر.