مبارك بن سعد آل هلال
تتواصل مبادرات وطننا الطموح، لتعيد الأمل لأطفال أثقلتهم الهموم، وتشيع الخير في أنفس الأجيال، استهلالاً من مبادئها التي تقصد الإنسان أيّاً كان وفي أي مكان، وتنتصر لإرادة الحياة.
الجديد في هذه المرة، هو مبادرة صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، التي تحمل اسماً رفيعاً، تجسد الشخصية السعودية في أجمل صورها وأبهى معانيها، وتشارك بكل إيجابية في مسيرة الحضارة الإنسانية، وتسعى بجميع ما أوتيت من قوة لمجابهة تحديات البشرية؛ ما جعل مبادرتها تنال تقدير الجميع، وتصنَّف ضمن المبادرات الأكثر تأثيراً على الفئات الأشد احتياجاً.
كان لافتاً، أن تبادر حرم سمو ولي العهد، بالتبرع السخي بمبلغ 10 ملايين ريال إلى صندوق دعم الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول، دعوة عابرة للحدود، إلى المنظمات والمؤسسات الصحية، لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتمكين الأطفال المصابين بداء السكري من الحصول على أحدث وسائل الرعاية والعلاج، وتحسين جودة حياتهم والتخفيف من معاناة أسرهم، حاملة معها رؤى المملكة في أعلى إنسانيتها، واستيعاب قيادتها التي تصنع المواقف، وتهبها الخلود في القلوب والعقول.
وكما كان صندوق الوقف الصحي، يُمثِّل شريان رعاية وعلاج، وأول الوسائل التي زودت الأطفال المصابين بداء السكري بإمدادات الخدمات الصحية التي كانت تأتي من الشراكات الفاعلة من القطاعات الصحية وغير الربحية.. يَتحوَّل اليوم إلى نشاط أوسع، وبعبقرية سعودية، إلى جسر عطاء، من داخله تمدّ بلادنا يدها إلى قرة عيونها ومهجة روحها «الأطفال».
ربما لا يعرف البعض أن المملكة تعتبر من الأعلى عالمياً من حيث إصابة الأطفال بالنوع الأول من السكري، أما السبب فيعود إلى عدم ضبط معدلات السكري عند ثلثَي المصابين جراء ضعف الوعي والتأخر لسنوات في تلقي علاج الأنسولين، لتأتي مبادرة حرم سمو ولي العهد الأميرة سارة بنت مشهور لتُسهم في توفير مضخات الأنسولين الحديثة بصفتها أحد الحلول العلاجية المتقدمة التي تمكّن الأطفال المصابين بالسكري من ممارسة حياتهم اليومية بثقة وأمان، بما يضمن تحسين حالتهم الصحية، ودعم أسرهم في التعامل مع متطلبات المرض.
اليوم، توغل المملكة نهجها الإنساني، وترسل إشارات جديدة، مفهومها أن تاريخ الإنسان على هذه الأرض المعمورة قصة تروى للأجيال القادمة والعالم، بينما في صحارينا وسهولنا وجبالنا وبحارنا براهين على عظمة هذا الإنسان، وبروز إبداعه، وصبره في مجابهة الحياة، وتحديه الظروف الصعبة رغم قسوتها.. لكن هذه الشواهد في الوقت الحاضر تنبض اليوم بالحضارة والتطور والتقدم والأمل، بعزيمة رجالنا ونسائنا، وعبقرية ودعم قيادتنا الرشيدة.. ولعل مبادرة حرم سمو ولي العهد، هي أنموذج على عبقرية الزمان والمكان والإنسان وصلابة الإرادة وقوة الأمل والإيمان بقضايا المجتمع.