فهد المطيويع
ومع ذلك، لا يزال هناك من يطالب بإبعاد سالم! قاتل الله التعصب والمتعصبين، هناك من يسقط على سالم، ويقلل من موهبته وعطائه، وآخرون يطالبونه بالاعتزال، رغم أن سالم الدوسري هو الترمومتر الحقيقي للمنتخب السعودي، والعنصر الأهم في منظومة الأخضر خلال السنوات الأخيرة.
لاعب لا يختلف عليه اثنان: مبدع في حضوره، مانح للثقة لزملائه، وخبير في التعامJJل مع ظروف المباريات مهما بلغت ضغوطها. قد شاهدنا جميعًا كيف ارتفع مستوى المنتخب السعودي بشكل ملحوظ بعد أن عاد توهج هذا المبدع وصنع الفارق، إلى جانب التطور اللافت في مستويات العناصر الأخرى.
هذا التحول ساعد سالم -جوهرة آسيا- على إطلاق كامل قدراته الفنية، بعد سنوات كان يعاني فيها من محدودية الخيارات حوله، حيث كان محاطًا بلاعبين غير قادرين على تنفيذ المطلوب.
سالم اليوم يقدم أداءً فنيًا استثنائيًا لا يقدره إلا المحبون لمنتخبهم والداعمون له. أما أصحاب التعصب للأندية، فيظلون عالقين في منطقة مظلمة لا يرون فيها إلا ألوان شعاراتهم.
والمفارقة أنك حين تستمع لإشادة المحللين العرب بعطاء سالم مع المنتخب، وتكرارهم لعبارة: «أنتم محظوظون بسالم»، تشعر بالدهشة أمام ما يقدّمه بعض المتعصبين من طرح مبتذل، لا يطاق، خاصة من بعض اللاعبين السابقين ممن لا تاريخ لهم ولا إنجاز، ولا حتى بصمة تذكر في مسيرة كرة القدم السعودية.
غياب الضمير يجعلهم لا يرون سوى سواد قلوبهم. بصراحة، أنا أشد على يد هذا النجم الذي يصارع داخل الملعب وخارجه بشجاعة وثبات.
الجميل في سالم أن رده الدائم لا يكون بالكلام ولا بالتصريحات، بل بالملعب فقط. وهناك، يقدم الأجوبة بأشكال فنية متنوعة ومبهرة، تجعل منتقديه يقفون خجلين أمام أنفسهم، هذا إذا كان لديهم ذرة خجل - ولأكثر من مرة.
سالم الدوسري ليس مجرد لاعب؛ إنه حالة فنية وإنسانية فريدة، وركن ثابت في المنتخب، وواجهة مشرفة للكرة السعودية رغم أنف المتعصّبين، ولعل الأجمل أن هذا النجم لا يزال قادرًا على العطاء، والتجدد، وصناعة الفارق، ليؤكد مع كل مباراة أنه أحد أهم اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية الحديثة، وأن مكانته في المنتخب لا تمنح، بل تنتزع بالموهبة والعمل والالتزام.