محمد العبدالوهاب
قدَّم منتخبنا الأشم واحدة من أفضل مشاركاته في تاريخ البطولة العربية خصوصاً بعد اعتمادها من (فيفا) كبطولة دولية، وذلك من حيث المستوى الفني والروح العالية التي تميَّزت بالواقعية كان محصلتها انتصارين متتاليين رسم من خلالها الكابتن الأسطوري سالم الدوسري ورفاقه لوحة فنية جماعية رائعة عن مضمون الكرة السعودية، مسجلين بأدائهم الممتع التأهل كأول المنتخبات لربعها النهائي، على الرغم من أن المدرب (رينارد) كان يسعى بأن تكون هذه البطولة تحديداً فرصة سانحة له لإعداد المنتخب للمرحلة (الأهم) كأس العالم 2026 وهذا ما اتضح من خلال دمج الوجوه الواعدة مع نجوم الخبرة لتوليف مجموعة جديدة.
أقول: استمتع الجمهور الرياضي بالوطن العربي قبل البارحة بكلاسيكو مثير لحد المنتظر والتشويق بين المنتخبين الكبيرين السعودي والمغربي وعلى الرغم من أنهما لعبا بصفهما الثاني إلا أنها كانت من أجمل المباريات التي شهدتها البطولة حتى الآن، حيث حضرت من خلالها الإثارة والندية والمتعة الكروية رغم حساسيتها وأهميتها من حيث الحسم، فأسود الأطلسي بحثوا عن التعادل كأقل تقدير ليضمنوا مقعداً لهم بدور الثمانية، بينما كان نسور جبل طويق يبحثون عن تأكيد صدارتهم للمجموعة، حقاً يليق للبطولة بعد تلك القمة الكروية (الآسيوية - الإفريقية) أن يطلق عليها (مونديال العرب).
أما وبعد أن تأهل منتخبنا بكل جدارة واستحقاق للأدوار الإقصائية فإن المرحلة القادمة تتطلب من نسورنا مزيداً من الهدوء والاستقرار والابتعاد عن كل ما يستفزهم من إسقاطات إعلامية والتي أتوقّع أنها ستزداد وبشكل مثير بهدف سحبهم خارج الملعب! والذي كان من المفترض أن تصدر اللجنة المنظمة للبطولة (بياناً) عن التزام الجهات الإعلامية في المؤتمرات الصحفية للمدربين وبالبرامج الرياضية الفضائية بالمحلّلين بتناول الأمور الفنية المتعلّقة بالمباريات فقط، ويكون مماثلاً وعلى غرار البيان الذي أصدرته من قبل على خلفية الأحداث الجماهيرية -غير المقبولة- التي أثيرت بعد إحدى المباريات من استفزاز الخصم و مطالبتهم بحد الالتزام ولكن ....!
* * *
آخر المطاف
قالوا:
هناك أناس ترتقي بالحوار معهم.. وآخرون ترتقي بالصمت عنهم.