د. علي القحيص
بعد مرور عام على رحيل الرئيس المطرود بشار الأسد من أرض الشام العربية إلى موسكو، مدبراً هارباً بعد أن استولى الشعب السوري العربي على سوريا وحكمها، ليتم الإفراج من أقبية السجون المظلمة والمعتقلات المخيفة عن مئات المعتقلين من الرجال والنساء والأطفال.
وأشرقت بذلك شمس الشام من جديد، وتنفس أهلها الحرية وشعروا بالأمن والأمان والاطمئنان في بلدهم المحررة من الميليشيات الطائفية والفصائل المقاتلة من روسيا وإيران وحزب الله وغيرها ممن كانوا في سوريا.
دفاعا عن النظام السابق وليس عن أرض سوريا المحررة اليوم من كل الشوائب والدخلاء والأغراب.
ويأتي اليوم من يُمجد ويتباكى حزناً على رحيل نظام بشار الأسد، ويصفه بحسب زعمه بأنه قائد عربي معاد لإسرائيل!
فقد ظهر لنا حديثاً تصريح مغاير لإرداة الشعب السوري، من خلال إحدى محطات التلفزة العربية، لرجل الأعمال المعروف الملياردير طلال توفيق أبوغزالة، فلسطيني الأصل، يحمل الجنسية الأردنية المولود في يافا 1938، من أب فلسطيني وأم سورية، ويقول لقد حزنت كثيراً على نهاية حكم نظام بشار الأسد، ومجيء النظام الجديد، الذي يؤكد بلا حياء أنه كان صمام أمان لسوريا ومنتخبا من أغلبية الشعب السوري، ويطالب بإقامة نظام ديمقراطي يأتي عبر صناديق الانتخابات الحرة وليس أن يكون معلباً من الخارج حسب زعمه وادعائه! ويسترسل بقوله بأن بشار الأسد كان يحصل على أغلبية أصوات السوريين بالانتخابات!
ودفاعاً عن جرائم الأسد وفتحه أبواب السجون والسراديب في صيد نايا وغيره للزج بالأحرار السوريين فيها، يقول أبو غزالة: إن هذه (فبركات) إعلامية مزيفة ليس لها صحة من الواقع الذي أعرفه، ويقاطعه المحاور بالقول، كل هذه الجرائم البشعة كذب ومفبركة وخدعة ضد بشار؟
يؤكد أبو غزالة نعم هذه صناعة الإعلام الجديد المسيس وفق أجندات مشبوهة لتشويه نظام بشار الأسد، ويخاطب المذيع أستطيع الآن أن أعمل لك فلماً مفبركاً ليس لك علاقة به! هذا هو إعلامنا الجديد!
ويستشهد أبو غزالة بما حصل بالعراق بعد احتلاله، قالوا: إن هناك أسلحة دمار شامل محرمة دولياً، وبعد احتلال العراق نفوا الغزاة وقالوا لم نعثر على شيء من هذا القبيل وكان كله كذب وظلم وبهتان وزيف وخداع لاحتلال المنطقة؟
ونقول لطلال أبوغزالة، إن الوضع مختلف تماماً مابين العراق وسوريا، العراق احتلال من قبل 33 دولة برعاية أمريكا وبريطانيا، أما سوريا فقام الشعب السوري الحر البطل من الداخل ضد نظام الأسد الفاسد وأسقطه خلال 12 يوماً بدون أي مقاومة أو رد من قبل النظام السابق الذي ترك الجمل بما حمل، بعد أن أدرك تماماً أنه وصل إلى قناعة بأن نهايته أوشكت على الرحيل والهروب لعدم قبوله شعبياً وعربياً، بعد أن دمر وحطم كل المحافظات والمدن والقرى والأرياف التي تركها أكواماً من الركام بواسطة (البراميل المتفجرة)، التي لم تسجل ملكيتها بمؤسسة أبوغزالة للملكية الفكرية AGlp) l). التابعة لأبوغزالة، ولذلك لم يعتمدها أو يعترف بها لأنها بدون ملكية موثقة في ملفات أبو غزالة للملكية!
الذي صدم وخدع المشاهد السوري والعربي، بهذه المقابلة التي سجلت في ذاكرة الشعوب ولن ينساها، وهي حتماً أهم من تصنيف أبوغزالة للملكية الفكرية، وهي أن الرجل يفتئت على الحقائق، ويتحدث بما يخالف الواقع، ويسيء لسوريا وشعب سوريا بهذا الكلام غير الموزون؟!
لقد استغرب المتابع تصريحات أبو غزالة التي لم نجد لها مبرراً، بعد أن هرب بشار وأصبح بلا قوة ولا أسنان ولا وطن، ولا عرين يحميه!