عبدالمجيد الدهام
تحتفي وزارة الداخلية هذه الأيام بالمديرية العامة للدفاع المدني بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسها، وبلا شك فالمديرية هي أنموذج للمؤسسة الوطنية المتميزة، التي انطلقت مع بدايات المملكة، وتطورت شيئاً فشيئاً وحمت أرواح المواطنين والمواطنات في جميع مناطق ومحافظات المملكة، وشكلت لهم نعمة الأمان والأمن وعززت لديهم الإحساس بالطمأنينة.
هذه المديرية انصهرت، كما أرادت لها القيادة الرشيدة في بوتقة واحدة، فانطلقت الدفعات إثر الدفعات؛ لترفد هذه المؤسسة بجميع الخبرات وتوالت التطورات عبر برامج نوعية ومبادرات مؤثرة جاءت بأروع النتائج.
ومنذ انطلاقة المديرية العامة للدفاع المدني تحت إشراف وزارة الداخلية ارتبطت سياساتها برؤية خلاقة ترمي إلى تحقيق التنمية الوطنية الشاملة على المستويات كلها. ينعكس ذلك في استراتيجيات المديرية التي وضعتها وزارة الداخلية فتهدف إلى الحفاظ على سلامة الأرواح وحماية الممتلكات في وقت السلم وحالات الكوارث والحروب، والاستجابة للطوارئ البيئية والصناعية، إلى جانب نشر ثقافة الوعي في المجتمع، وتطبيق معايير السلامة والوقاية لضمان العيش الآمن والمستدام، وتعزيز الشراكات المجتمعية للحفاظ على المكتسبات، كذلك استشراف المخاطر والتحديات، ورفع مستوى الجاهزية للتعامل معها.
واكبت المديرية العامة للدفاع المدني جميع تلك المعطيات ليتم إنشاء أول فرقة مطافئ بمكة المكرمة في عام 1346هـ، لتتحول المديرية فيما بعد لمؤسسة أمنية شاملة وتتوسع بالكم والكيف والطموح لتصل اليوم إلى احتضان أكثر من مركز للدفاع المدني متوزعة جغرافياً في جميع أنحاء المملكة، وتتحول على كوادر مؤهلة بكفاءة واحترافية عالية، وتوفر مناخاً علمياً عبر برامج تدريبية متخصصة وبرامج مجتمعية واهتمام منقطع النظير بالتجهيزات المتطورة، والتقنيات المبتكرة.
وزارة الداخلية تزهو اليوم بمديرية رائدة بهيّة، وتفاخر بمنجزاتها التي تزداد يوماً بعد يوم، وتتقدم وتيرة التطور والعمل فيها لتنافس وتبتكر وتمضي على مذكرات التعاون الدولية لنشاطاتها التخصصية وتستضيف فعاليات ومؤتمرات محلية ودولية وتشارك في الأيام العالمية، وتعزيز مكانة المملكة من خلال منظمات دولية للحماية المدنية ترتبط معها بالعضوية، وبات لها نشاطها الخاص في مساعدة المنكوبين في عدد من الدول، وبات في رصيدها جهد متواصل لخدمة ضيوف الرحمن على مدار الساعة، وتطبيق خطط الطوارئ في مواسم الحج والعمرة والزيارة، ودعم جهود المتطوعين في تقديم الخدمات الإنسانية في المجتمع.
المديرية العامة للدفاع المدني التي تحتفي بها وزارة الداخلية في مناسبة مرور 100 عام على تأسيسها كانت متألقة، وستتألق أكثر وأكثر في ظل دعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظهما الله ـ، ومتابعة مستمرة من سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ـ رعاه الله ـ، وستنطلق إلى مسارات أرحب وأوسع في مجالات الذكاء الاصطناعي، وكل جديد غايته خدمة هذا الوطن والمساهمة في تقدمه وتعزيز ريادته.