أحمد بن علي آل مطيع
إذا كانت الإنجليزية لغة التواصل الدولي، والصينية لغة الاقتصاد القادم بقوة، والأسبانية لغة القارات المتنوعة، والفرنسية لغة النخبة الثقافية والإبداعية، والألمانية لغة الصناعة والبحث العلمي الريادي، واليابانية لغة الابتكار والتقنية الرقمية، فإن اللغة العربية لغة المجد والحضارة، لغة الدين والدنيا الأولى والأخرى.. لغة الغنى والتنوع والتعدد، لغة المبنى والمعنى الشكل والمضمون، لغة الهوية الخالدة والجذور الواعدة والحضارة الماجدة، لغة تقبل الكل وتتحاور مع العقل.. لغة الأنا فيها راقية والهمم فيها عالية جناس وطباق، قياس واستدلال، استعارة وتوكيد، نحو وصرف، أدب ونقد، بيان ومعاني وبديع، مسرح وسينما ومقطوعات، عروض وقوافي وشعر، فقه اللغة وعلم اللغة واللسانيات، الصورة والأسلوب والجمال، القيمة والقامة والاستقامة، لغة عباراتها لاتقبل التكرار وجملها سهلة الاستحضار.. فيها أطول نص نثري جاء بمضامين الخير كله والتحذير من الشر كله..
لغة تتنقل تنقل سمعي بصري حسي فكري، يكفيها شرفا وفخرا واعتزازا بأنها لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة ولغة التقدير والألق..
وصفوة القول لانستطيع أن نعبر بجلاء ونتحدث بوضوح عن لغتنا إلا بترديد ما قاله الشاعر الكبير حافظ إبراهيم:
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي