محمد الخيبري
في قلب العاصمة القطرية النابضة، تتصاعد وتيرة الإثارة في بطولة كأس العرب FIFA، ومعها يتأكد الحضور القوي للمنتخب السعودي الأول، الذي حجز مقعده بجدارة واستحقاق في الدور ربع النهائي. هذا التأهل لم يكن مجرد عبور، بل كان بمثابة تأكيد للهوية الفنية التي يعمل عليها المدير الفني القدير هيرفي رينارد.
هذا التأهل المريح الذي يعكس الثقة والعمل التراكمي على الرغم من الخسارة الرمزية في اللقاء الأخير أمام المنتخب المغربي الشقيق، إلا أن الأخضر كان قد ضمن تأهله بشكل مريح ومنطقي بفضل الانتصارين الحاسمين اللذين سبقاها.
الفوزان المباشران على منتخب عمان ومنتخب جزر القمر لم يأتيا من فراغ، بل كانا ثمرة تخطيط دقيق وعمل فني متواصل.
هذه النتائج الإيجابية المبكرة كان لها دور بارز في بناء الثقة داخل المنظومة الفنية، ومكّنت رينارد من تطبيق سياسة «المداورة المنطقية» بكل أريحية، إذ سمحت له بإجراء تغييرات فنية جريئة وإراحة أبرز نجوم المنتخب استعداداً للمراحل القادمة، دون التأثير على الهدف الأسمى.
هذه المرونة الفنية أوضحت أن المنتخب السعودي لا يعتمد على أسماء بعينها، بل على إستراتيجية واضحة وعمق في التشكيلة. اليوم، بات المنتخب السعودي لا يكتفي بمجرد المشاركة؛ بل إنه يقدم نفسه كمرشح قوي ومنافس شرس للظفر بلقب البطولة.
الهوية الفنية الجديدة التي أسسها رينارد، القائمة على التوازن بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية، أثبتت نجاعتها في اختبارات إقليمية قوية. إن الخسارة الأخيرة كانت درساً إضافياً لا ينقص من قيمة التأهل، بل يشحذ العزيمة قبل مواجهة هامة تليها، وهنا تكمن أهمية التركيز الكامل على الخطوات القادمة، وأولها لقاء الأخوة مع المنتخب الفلسطيني.
في هذه اللحظات الحاسمة، وقبيل خوض غمار الدور الإقصائي، تصبح الكلمة العليا للجماهير والوسط الرياضي. يجب أن يتكاتف الجميع خلف الأخضر، وأن تتوحَّد الجهود لدعم وتشجيع نجومنا خطوة بخطوة.
إن مسيرة المنتخب نحو اللقب تحتاج إلى شحذ الهمم ودفع معنوي قوي يوازي الجهد البدني والفني المبذول داخل المستطيل الأخضر. البطولة العربية ليست مجرد محطة، بل هي هدف نسعى لتحقيقه بأي وسيلة كانت، لترسيخ مكانة الكرة السعودية على الساحة القارية والدولية.
البطولة العربية هدفنا، والأبطال جاهزون. فلنقف صفاً واحداً خلفهم حتى رفع الكأس في الدوحة!