علي حسين (السعلي)
دعوني أولاً أفرد مساحة منشور د.سعد البازعي في حسابه بمنصة إكس حيث كتب: (أقول باعتزاز أنني أسهمت في تأسيس جماعة الرياض الفلسفية التي تحولت إلى جمعية الفلسفة وأسهمت في نشاطها، وأنني درّست مادة مبكرة في الفلسفة في الجامعات السعودية أوائل التسعينيات وألفت عدداً من الكتب التي تتماس مع المعرفة الفلسفية ومازلت أحاضر في تاريخ الفلسفة وموضوعاتها، وتكتب حول أعمالي رسائل جامعية محلية ودولية وتلقى محاضرات ومع ذلك..ها هو المؤتمر الدولي الخامس للفلسفة).
الرد الذي أربكني وجعلني أفرد مقالا عن تغريدة د.سعد البازعي هذا الرد جاء تعليقا على ما كتبه في حسابه عبر منصة X من قبل عبد الجليل السحيمي، وهذا نص التعليق « أنا أرى عدم دعوتك في محلها -مع احترامي- فجميع مباحثك وأعمالك لا تدخل دائرة الفلسفة، نعم، قد تتماس معها كما قلتَ ، ولكني لا أرى لك نشاطا فلسفيا بالمعنى الحقيقي. وأولاً وآخراً : أتمنى أن تعطي فرصة لغيرك ، فبلدنا مليء بالمبدعين الذين لم يأخذوا حقهم من الصيت والصدارة.»
طبعا هناك ردود كثيرة تختلف عمّا كتبه البازعي ومتفقة الصراحة، ومما شتت فكري ما كتبه ردا على د.البازعي عبد الجليل السحيمي قرأته مرات ومرات وأقلقني، وصرت أضرب أخماسا في أسداس: هل ما كتبه حق من ناحية فلسفية وأوضح أن عبد الجليل قرأ معظم ما كتبه البازعي ونظرياته حول الفلسفة؛ فأنا لست مع هذا أو ذاك لكن منشور البازعي حرّك المشهد الثقافي، أصبح « أكشن مع سعد» فمنذ اختلاف البازعي مع أستاذنا الغذامي حول رأيهما حول رواية عبد العزيز المسلم المختلف منهما والمتفق عليه فأصبحنا نحتاج لمثل هذا التناوش والطرح الموضوعي والجريء في إعلامنا الثقافي، أما وجهة نظري فسأكتبها مستعينا بسعليتي التي جاءتني من مغارة عبقر وتلبستني فأقول:
من حق البازعي وغيره الانتقاد الفعلي، وما يدار في المؤتمر من جلسات وورش وهذا من فعل الإيجابي مطلوب من الجميع لكن عبارة في منشور البازعي لم أستوعبها منه ومنها انتقاده وبشدة معتذرا منه ومما أتناوله فأقول:
كتب البازعي في ذيل منشوره .. بينما يشارك الآن بعض السعوديين ممن هم في مقام التلامذة سناً وإسهاماً في ندوات المؤتمر، يحاضرون ويتصدرون الجلسات « تلاميذ اليوم د. سعد هم امتداد لك ومن أمثالك المبدعين، فمن حقهم أن يتصدروا ويدعون فهم بناء فكري لسعادتك وأين المشكلة حين يتفوّق التلميذ على أستاذه ؟ ويبقى للأستاذ مكانته وقيمته هذه العبارة منك د, سعد لم يستوعبها جيلي الذين تعلموا منك والآن ينتقدون ما كتبت بحب وموضوعية وجرأة، وأنت من علمتنا ذلك في كتبك ونقدك ولقاءاتك!
انتقد كما تشاء، ومن حق كل واعٍ ومثقف وأديب وإعلامي أن ينتقد بموضعي دون تجريح.. لكن ما هكذا تورد الإبل يا سعد!
سطر وفاصلة
نصيحة.. لا تجعل نفسك أيها الأديب والمثقف والإعلامي أنك وصيّ على أحد ولا تفرد عضلاتك ولا تنتقد من أجل تقول: « أنا موجود أبصروني» اكتب بعقل مثقف وانتقد بفكر أديب وأورد الشواهد الإيجابية وأبسط ما كتبته للعامة وللنخب لا تعش في برج إعلامي مصون من القش نفث من يقرأ ويرد على ما كتبت من نقد فيها الكثير من الشخصنة ينهار لأن بناءه ضعيف وهش، أيها المثقف والأديب كن مثقفا بإبداعك واطلاعك وأديبا في نقدك، حصيفا في ورد حجتك ابتعد من نهل الوصاية من المحبرة وأنت وما كتبته، ويصلى عليه ويدفن في المقبرة.