د. معراج أحمد معراج الندوي
لا يختلف اثنان على أن الحرب أمر طارئ، وأن الأصل في حياة الناس أن يعيشوا بأمن وسلام، ولا سبيل لإنهاء الحرب إلا بالتفاوض، الصلح يحتاج قوة وجسارة أكثر من الحرب، وإن كان الصلح في ظاهره نوعا من الذل والإهانة والخوف والشر، إلا أن فوائده لا تحصى. والصلح وإن كان فيه صبر مؤلم، فعاقبته جميلة.
إن استمرار الحرب يعني مزيدا من المعاناة والضحايا ولذلك التفاوض لإحلال السلام هو الخيار الوحيد لإنهاء هذه المأساة الإنسانية. والحرب لا تترك خلفها سوى الدمار والألم ولذلك السعي لإيجاد طريق للسلام الذي يحفظ كرامة الإنسان ويضمن له حياة آمنة ومستقرة.
حينما نقول إن الصلح خير، فلأننا ندرك أن أكثر من 20 مليون شخص يعانون من الأمراض والجوع والعطش، وتكابد أسر بلا معيل من أجل جرعة ماء. والتفاوض من أجل السلام الذي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع.
الزمان غير الزمان والرجال غير الرجال، فالتفاوض للسلام هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مشرق ومستدام لفلسطين. إن زمن الطغاة قد ولى، وأصبح من الضروري أن نبني بناء جديدا يقوم على أسس العدل والمساواة والسلام. والسلام هو الطريق الوحيد لبناء غزة من جديد، وأن الدعوة للسلام ليست ضعفا، بل هي قوة وعزم على تحقيق مستقبل أفضل لجميع الفلسطينيين.
صلح خاسر خير من قضية رابحة، فلا بد من عمل الجميع على إنجاح أي حراك من هذا النوع لأنه بلا شك يصب في المصلحة العامة، ويعود بالخير على الجميع. الصلح خير، وهي بلا شك دعوة نبيلة تحمل في جوهرها قيم التسامح والتعايش السلمي وكرامة الإنسانية.
***
- الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها/ جامعة عالية، كولكاتا - الهند