عبدالمحسن بن علي المطلق
أقامت أكاديمية رُدنا للتدريب في مساء 27 من جمادى الأولى احتفاء بانجازات لها تترا.. بليلةٍ لا أحسب ينقصها شيء ليكتمل بدر مرامها، وتزهو فخراً بما تراه في كل عين وهي تتابع تحوّل الحلم إلى حقيقة، والأمانيّ إلى واقعٍ مُشاهد، أجل، وليس الخْبر كالخُبرا. كذا يُقال، بخاصة وأن شهوده جمهرة من الحضور يتقدّمهم أخي الغالي (صالح بن علي المطلق)، فنائب المحافظ لسياسات التدريب والجودة (في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني) المهندس صالح الحوشاني، وكذلك سعادة المهندس/عبدالرحمن المرواني.. نائب المحافظ لسياسات التدريب والجودة، ومدير التدريب الأهلي، ولفيف من الأحباب يقدْم أولئك من الأكاديميين بينهم د. بدر الحسين، والذي ازاد شنف المسامع بكلمة ضافية منه، و( وعلى قدر الشهادة يكون الشهود)، مما ازدان بهم اللقاء، هذا ولا أنسَى فريق العمل المُحتفى به، المشاركين في البناء..
وقد استهلّ الأحتفاء من وضع أولى اللبنات، والقائم على المشروع مقام الابن (عبدالإله بن صالح المطلق) ذا نفسٌ وثّابة، وعاطفة لا أُماري إنهما إلا ويزهوان وهو يتلو على مرئى ومسمع الجميع ما تحقق من الثمر، أعني ما أنجز من أمانيّ.. هنّ -حسب علمي به - بعضٌ لا كل.
وقد استبق ذلكم.. وبعد خير كل استهلالٍ (آيات بينات)، بالسلام الملكي مستعرضاً المقدِّم شيئا من عطاء.. هي في خطى التنمية بالذات الدورات المجانبية والمقاعد التي هي في مجمل خدمة المجتمع، والحوافز للمتفوقين وما هو بحكم تلكما، كما وأن مثل هذه المؤسسات بالأصل هي قوائمها على التعليم (رفداً) للتدريب الذي هو أساس نشأتها، أعطى نماذج في هذا، ثم.. ما تقدم (درساً) من دور آخر.. كالتشجيع على التأهيل الأسري من خلال دفعها لتلك المشاريع التي تعُيل الأسر المنتجة.. وغيرها.
.. ومع أن ما عُرض علينا ملأ منّا مع الغبطة انشراح في الأفئدة.
وكذا هو حال كل محبّ لهذا الهمام، الذي أكرمه المولى تعالى أن يقطف.. بعد سنين تجاوزت العقد، وقد دأب بهنّ -حبيبنا- الجُهد وضاعف البذل، لم يكلّ بفضل الله، أو يملّ، لإتمام ما كان بعضها أفكاراً كانت تدور بذهنه ربما لم تتبلور، لكنه لم يقف في سُراحات التخيّل لبلوغها، بل اجتاز ذاكم عبر التفعيل، كذا همُ أهل الهمم الكبار، فهم أبداً لا يقفون على محطة التمنّي، أو يعهد منهم ذلك!، وهذا (والدوافع كثيرة) ما جعل تلكم أمراً مُشاهداً، وإن كان هناك من يخالها غلسة جالت في حلم!
لكن وبعد تسطير أولويات النشأة على ورق، قام من فوره وبسواعد ثلّة ممن اختارهم بعناية على رفع البناء عبر (ردنا)..
ولمن تأمّل بالمفردة -بالمناسب -وجدها اسم على مُسمّى، فهي تأتي على صيغة الجمع للفعل «ردّ»، وردنا أي استجبنا، أَتُراهم ولسان المسمّى يقولون طلبتم مشاهدة أحلامنا..، فها نحن لكم (استجبنا)، أو تساءلتم عنّا فهذه (اجابتنا) من خلال هذه «الأكاديمية» التي للفظة دلالة (غزيرة) أي مؤسسة تعليمية راقية، وغالباً ما ترمي لدراسة تخصص معيّن..
.. وهنا لأقول/أنها بفضل الله.. ثم بجهودٍ لم ينتابها تثاؤب، وكفى الفريق أن أبا هشام (أولاً) خلفها، حتى بلغت اليوم صرحا باسقا، إذا.. ليست كليماتي نافذة عن عاطفة..لأنه ابن أخي!
بل ها هي علامة يكاد يكون لها الصدر بين أندادها، فضلاء أنها كما تتجلّى شجرة عطاء، من بعد أن كانت -من عهد قريب- بذرة نماء هذا، وبالأمس والحمد لله تم حصد الكثير.. وإن استشففنا أنهم يرون ما قدّموه خطوات في طريق طويل.. كذا استقرأنا ما يشمخ إليه هذا (الصرح) ومن قبل القائمين عليه، وأخصّ -هنا- قائد الفريق، وبإذن الله هم على ذات الهمّة من نشاط ورباط في تحقيق المبتغى، لا يعيق الخطى شقّة ذاك، ولا يداخل الوهن بُعد مرماه.
نعم هي (ليلة) كم كانت غنيّـة بمعلومات كثّة بحق، ما لم نتوقّع شطرٍ عنها، نُثر علينا ما أُنجز، فيما في جعبة الأكاديمية من الأماني أضعافا، فإن ما تلى علينا ربّانها «المشرف العام» الكثير مما يغري، ويجعلنا وهي تطمح فتفعل، أن نطمع منها بالمزيد، لا غرو البتة، فالنجاح يغري بالنجاح، فيما سلْم أهل التفوّق.. أن درجة عندهم رافدٌ لباقي تتبع الدرجات، وأن كل ما علا المرء زادت التبعات..
هي ليلة من غنائم العمر.. أُلقي فيها لقطات من نجاحات كانت -كما ذكرت- يوماً أحلام، وما أسهل تحقيق الحلم إن بُسط بين يدي أهل الهمم إلا وتحول إلى واقع، وعندنا يقال (الغنائم مع العزام).
فالطيران في السماء -مثلاً- بقي حلماً، حتى أتى من فعّله «الاخوين (رايت) عام 1903»، بالطبع سبق عباس بن فرناس.. لكن! تجربته لم يحالفها التوفيق، وبالتالي لم تحظ بالتسجيل.
كما ولرغبات تحتاج يدٍ عندها إقدام و ذات داخلها إصرار وتحمّل.. ولو في تكرار المحاولة، وطاقة متخمة..مُشتعلة من وقود الجلد والمثابرة، وذات وثّابة، لسان صاحبها قائلاً: ألا في سبيل (التميّز) ما أنا فاعلُ.
ما تذكرك بنفس صاحب أبي تمام (الذي علّمته الكرّ والاقدام)، حتى أضاء الأكاديمبة روح إدارة في منشطها والمكره، لا معنوياً فقط بل وماديّا، لما لمس الوطن كهذه المؤسسة فيها دافعا لمركبة التنمية، فيما بصم على التفاصيل كل من اطّلع عن كثب في مجهودات في عين المنصف تترا..
أبا هشام كلنا - بالأمس- شكرنا وحمدنا.. لكم المسعى، وبالذات باسمي الشخصي مُقرّا وممتنّا، وأيضاً ممتثلاً بما أنشأ «علي بن الجهم»:
لَو كانَ لِلشُّكرِ شَخصٌ يَبينُ
إِذا ما تَأَمَّلَهُ الناظِرُ
لَبَيَّنتُ شُكرِيَ حَتّى تَراهُ
فَتَعلَمَ أَنّي اِمرُؤٌ شاكِرُ