م. بدر بن ناصر الحمدان
هل جاؤوا من أجل الجائزة أم وفاء لصاحبها، هكذا كان المشهد في الحفل الختامي لجائزة الأمير عبدالعزيز بن عياف لأنسنة المدن في أروقة جامعة الملك سعود، لغة الحديث مع كل الذين قابلتهم من طلاب وأساتذة ومختصين كانت عن «بن عيّاف» الرجل الذي غرس بداخلهم حُبًّا كبيراً عبر تاريخ مُمتد عبر سنوات كانت باذخة بالقيم والمبادئ الإنسانية ورقي الإدارة، خاصة أولئك الذين رافقوه الرحلة أو كانوا جزءا منها، وحتى من كان في ردهاتها، لقد جاؤوا من أجله وفاءاً قبل كل شيء.
مهما كانت إنجازاتك، ومستوى ما وصلت إليه من مكانة علمية أو عملية، في نهاية المطاف هي مجرد أشياء مؤقتة وعابرة في سياق خط الزمن، لا شيء يعادل «الأثر المعنوي» الذي يبقى حاضراً في ذاكرة الناس، ولا يغادرهم مع مرور الأيام ، في كثير من الأحيان يكون أثمن ما تمنحه لأحدهم هو شعوره بقيمته، وأنه إنسان موجود ومرئي، والدفع به الى مساحة آمنة تجعل منه شخص جدير بالثقة، وقادراً على استثمار ما يمتلكه من طموح ومعرفة ، فالناس أبدًا لا يمكنهم نسيان كيف جعلتهم يشعرون بذواتهم، هذه معادلة صعبة ومعقدة لا يجيدها سوى قادة كبار وحقيقيين، هكذا كان «بن عيّاف» في مسيرته مع الآخرين.
سيبقى الأمير عبدالعزيز بن عيّاف شخصية إنسانية ووطنية مؤثّرة، تركت وسوف تترك أثرًا عميقًا بداخل كل من التقى أو سيلتقي به، هذا ما برهنت عليه تجربة من مرّوا بدائرته ذات يوم.